عن الزواج والفلوس

يقول الخبراء إن اتجاه الإنسان المادي يتأثر كثيرا بالطريقة التي تربى عليها، وما إذا كان والداه أغنياء أو يعيشون على الكفاف. فتلك الخبرات تنمو وتظل كامنة لتظهر واضحة في مرحلة النضج. ولذلك، فعندما يحدث الزواج يكون لدى الزوج والزوجة خبرات سابقة مكتسبة من البيئة والتربية، لذلك فأفضل الطرق التي يمكن اتباعها عند الحديث عن المادة هو التفهم والصراحة, وذلك لأن هذه الناحية بالذات قد تحدث شقوقا في جدار الزواج يمكن أن تتسرب من خلالها المشاعر. وعندما لا يتفق الزوجان بالنسبة للأمور الحالية فالمتاعب والمشكلات الزوجية تكون هي التالية.
ويؤكد مستشارو الزواج والخبراء في هذا المجال أن المال والجنس هما الموضوعان اللذان يلجأ بسببهما الكثير من الأزواج إلى العلاج النفسي، وهما أيضا من الموضوعات التي يصعب الحديث عنها بصراحة. لكن يجب أن يحاول الأزواج الخروج من دوامة المشكلات المادية والتدريب على الحديث بوضوح وصراحة في الموضوعات المادية حتى يمكن الوصول إلى بعض الحلول.
ويجب أن يسأل الأزواج الذين يعانون الاختلافات المادية بعض الأسئلة: هل تتكرر المناقشات المالية كثيرا؟ فإذا كانت الإجابة نعم في كل يوم، في محاولة إيجاد السبب الحقيقي الذي يجعل الزوجة مثلا لا تستطيع الاتفاق مع زوجها في الماديات، كأن تكون لا تشعر بالاطمئنان نحو الاعتماد عليه في المسائل المادية.
فالصراعات المالية دائما ترتبط بالفترات الانتقالية في حياة الأزواج مثل إنجاب الطفل أو الانتقال إلى مجتمع جديد أو التغيير الوظيفي.. كل تلك الظروف تحتاج إلى وقفة لإعادة ترتيب الحياة والاتفاق على الأسلوب السليم للتعامل مع تلك الظروف الجديدة.
ولكن ما الذي يضايق الزوجة من زوجها عند الحديث عن المال؟ أهو أسلوبه في الإنفاق أم لأنه هو الذي يقوم بكل التخطيط الاقتصادي للأسرة؟ إن مجرد معرفة نقطة الخلاف تحديدا يجعل مناقشة ما يشعر به كل منهما تتم بهدوء تام والإنصات إلى الطرف الآخر حتى النهاية دون إلقاء الأحكام على أفكار الزوج.
يجب على الزوجة أيضا تحديد هويتها المالية: هل هي مسرفة؟ هل هي حريصة؟ هل تتجنب المناقشات المادية وتؤجلها دائما؟ هل هي من النوع الذي يحب اكتناز الأسهم والأموال من أجل الشعور بالأمان والسعادة؟ فبمجرد تحديد هوية الزوجين يمكن أن يجلسا لإجراء سلسلة من المناقشات، وذلك لتحديد الأهداف العامة ومحاولة إيجاد استراتيجيات لإيجاد حلول وسطى لتجنب نقاط الخلاف ومحاولة التقاء الأهداف، وليحاول الزوجان أيضا تبرير سلوكياتهما المادية حتى يصلا إلى الاقتناع، فتلك هي الوسيلة الوحيدة وإلا تحول الزواج إلى معركة حول من ينفق ومن يدخر ومن يدفع ومن يمسك يده .. وهي معركة تنتهي عادة ـ مع الأسف الشديد ـ بالطلاق.

همس الكلام
الزواج هو المغامرة الوحيدة التي يستطيع أن يقوم بها حتى الرجل الجبان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي