لا صداقة في العمل!
بدخول المرأة إلى سوق العمل بكثافة خاصة في الدول المتقدمة .. ظهرت مشاكل جديدة عن نوع العلاقة بين الرجل والمرأة في مكان العمل.
في هذا السياق يرى ميشيل كميل عالم الاجتماع في جامعة نيويورك أن الباحثين والعاملين في وسائل الإعلام دأبوا على الاعتقاد أن الرجل لا يستطيع كسب الصداقات الحميمة مثل المرأة، وأن المجتمع إزاء ذلك قد أضفى الطابع الأنثوي على الصداقة إلى درجة أن علماء الاجتماع ظلوا لعقود طويلة يستخدمون المقياس النسائي لقياس علاقة الصداقة. فعلى سبيل المثال إذا لم يتحدث رجلان صديقان يوميا على الهاتف لكي يفضيا بما في قلبيهما فهما بذلك لا يرتقيان إلى علاقة صداقة حقيقية كالتي تتوافر لدى امرأتين صديقتين.
المراحل الانتقالية في حياة الرجل تمثل الزواج والطلاق والإنجاب حتى الموت.. هي المراحل التي يجد فيها الرجل الصداقات الحقيقية التي قد يرتبط بها بقية عمره. في بحث حول الصداقة في عالم الرجال يقول روبرت هيسلي أستاذ علم الاجتماع في جامعة أندريا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية إنه عندما يتقابل رجلان في الوقت الذي يمران فيه بالمواقف نفسها يحدث بينهما في التو واللحظة ارتباط يدوم طويلا.. فعلى سبيل المثال إذا تقابل رجلان فقد كل منهما زوجته أو رُزق كل منهما طفلا فإن مثل هذا الموقف كفيل بأن يجمعهما في صداقة قد تستمر طوال حياتهما.
في رأي خبراء علم الاجتماع أن الصداقة هي أحدث وسائل اكتشاف النفس، إذ نستخدم أصدقاءنا بصورة تلقائية كمرآة لنا نكشف من خلالها مراحل نمونا، كما أننا نمنح مكانة خاصة لأولئك الذين يشاركوننا المرحلة العمرية والطباع والأمزجة.. وإذا كان العمل هو أحد الأمكنة المناسبة للرجل لكي يكوّن أصدقاء من ذوي الاهتمام المشترك، فإنه من المهم أن يعلم الإنسان أن الصداقة تتطلب إظهار بعض نقاط الضعف التي ربما تكون خطيرة في بيئة تنافسية مثل مكان العمل.
يشير بيتر ناردي عالم الاجتماع في جامعة بيترز في كلير مونت في ولاية كاليفورنيا إلى أن معظم الرجال يتسمون بالكياسة واللطف في مجال العمل إلا أنهم نادرا ما يجدون الصديق الحميم هناك، والسبب يرجع إلى بيئة العمل التنافسية التي لا تترك المجال لبناء الثقة التي هي المطلب الأول للصداقة الحقة، التي هي في جوهرها خليط من المكاشفة وتبادل المشاعر والنية المخلصة تجاه فكرة الصداقة.
همس الكلام:
«حظ .. الكلمة التي نقولها عند نجاح الآخرين».