من الضحية؟
في العالم كله يدافع علماء الاجتماع عن قضية الأحداث.. فالحدث وهو في أغلب القوانين من لم يبلغ سن السادسة عشرة.. هو ضحية حتى عندما يرتكب جريمة.. إنه ضحية المجتمع كما يقول علماء الاجتماع ولكن الدكتورة روث ألكسندر أستاذة علم النفس والاجتماع في جامعة كولومبيا لها رأي آخر.. فهي ترى أن القضية بهذه الصيغة مقلوبة.. والذي يجب أن نهتم به هم ضحايا الأحداث.
وتقول الدكتورة ألكسندر إن خبراء الطفولة يقولون لنا إنه عندما يكون الصبي ''الحدث'' مجرما فهو مريض.. وعندما يكون مريضا فهو ليس مجرما.. وهكذا لا يخاف الحدث العقوبة ويقدم على الجريمة دون خوف، فالجميع يقولون إنه ضحية المجتمع، بينما المجتمع في الواقع هو الضحية.
إن اتجاه جرائم الأحداث يسير إلى مرحلة الوباء، كما تقول الباحثة، وهو في ازدياد مستمر ــــ خاصة في الولايات المتحدة ــــ حيث تسود ثقافة العنف وحيث تباع الأسلحة في السوبر ماركت.. وحيث يتفرج الصغار والكبار على أفلام سوبرمان وباتمان وحيث يرتفع شوارزنجر إلى مرتبة الأبطال.. وهؤلاء يرمزون إلى المثل الأعلى الذي يسعى الحدث إلى تقليده، إضافة إلى سلسلة أفلام المافيا حيث يتم تبرير الجريمة وحيث تتم الجرائم لتحقيق العدالة التي عجز القانون عن تحقيقها.
وتقول الباحثة إن هناك خرافتين لا بد من القضاء عليهما إذا كنا حقا نريد القضاء على جرائم الأحداث.. الأولى القول إن الجريمة لا تجدي.. فقد حققت المافيا الثروة والنفوذ من خلال الجريمة المنظمة، وأصبح زعماؤها يناطحون النجوم شهرة ومالا.. أما الخرافة الأخرى فهي وجوب معاملة المجرمين الأحداث برفق.. وعدم تغليظ العقوبة بحجة الحفاظ على براءة الطفولة، وتضرب الباحثة مثلا بأنها تحدثت في المحكمة إلى حدث ارتكب جريمة سطو مسلح للمرة الخامسة: ألا تخشى العقوبة حتى ترتكب خمس عمليات سطو؟! فرد الحدث وهو في الثالثة عشرة من عمره: إنني أفلت دائما.. والبركة في القوانين وفلاسفة التربية!
همس الكلام:
''كل الناس يقرؤون الصحف، البعض لا يصدق إلا الإعلانات والوفيات''.