يقولون .. إنهم يفضلونها مثقفة
أشارت إحصائية حديثة في ألمانيا إلى أن الرجل يبحث الآن عن المرأة المتعلمة ذات الثقافة العالية التي توفر له حياة اجتماعية مريحة، كما أصبح الرجل يريد من شريكة حياته مشاركته متاعبه ومبادلته وجهات النظر المختلفة. وتوضح الإحصائية أن الرجل في الوقت الراهن لم يعد يريد المرأة ربة البيت التي ترعى شؤون الحياة المنزلية، بسبب اختلاف نمط المعيشة الذي ألزم الرجل بأن تكون زوجته على دراية بكل ما يحدث حولها، حتى يمكنها مسايرة الحياة ومشكلاتها والمشاركة في إيجاد حلول لكل مشكلة تصادف حياتهما، إضافة إلى أن الزوجة العاملة توفر للأسرة الدخل الذي يضاف إلى دخل الزوج، فضلا عن أن الرجال الآن أصبحوا يتغاضون عن تفوق زوجاتهم العلمي والثقافي وعن راتبها الذي ربما يكون أعلى من راتبه، بعد أن كان ذلك الأمر يشكل إحدى العقد التي تعانيها الحياة الزوجية.
أيضا اختلال نمط المعيشة في حياتنا المعاصرة أسهم في إسدال الستار على ذلك الرجل الذي كان يبحث في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عن الزوجة الجميلة الرشيقة الجذابة حتى إذا لم تكن تحمل شهادة علمية، وكان هذا الرجل في بحثه عن زوجة له يهرب من المرأة المثقفة خوفا من كثرة النقاشات التي من الممكن أن تدور بينهما، والتي تنقلب إلى شجار في كثير من الأحيان.
أكدت الدراسة الحديثة التي أجريت في ألمانيا أن التغييرات التي حدثت في الأعوام العشرين الماضية، غيرت مفاهيم وشروط اختيار شريكة الحياة، وأصبح التقارب الفكري والثقافي من الشروط الأساسية وليس الجمال وحده، أما الحب الذي هو أساس نجاح أي علاقة زوجية بغض النظر عن الشكل الخارجي ودرجة الثقافة، فقد أصاب القائمين على الدراسة بعض الحيرة إزاء السبب الحقيقي الذي يجعل شخصا ما يقع في حب شخص آخر رغم أنه لا تنطبق عليه الشروط الاجتماعية والمادية التي يكون الرجل قد وضعها نصب عينيه وهو يبحث عن شريكة لحياته.
في رأي الطبيب النفسي الألماني توماس كورينشلر أن تفهم كل شخص رغباته الخاصة شرط أساسي في قيام علاقة زوجية ناجحة، وفي كثير من الأحيان يشعر شخص بالارتياح والحنان تجاه شخص آخر دون معرفة منه لحقيقة هذا الشعور.
ويضيف كورينشلر أن بعضا ممن نلقاهم حولنا يختلفون كثيرا فيما يريدون من شريك الحياة القادم، فمن الفتيات من تبحث عن الأمان والحنان لدى الرجل كي تقبل به زوجا، ومن الفتيات من يبحثن عن الرجل الذي لديه رصيد ضخم في البنوك بغض النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف في وجهات نظر كل منهما للحياة، وعن ذلك الشعور الغامض الذي يعرف غالبا بالوقوع في الحب.