تدريس الحب.. والكراهية
أفهم أن نعلِّم أبناءنا الحب.. ولكن لا أفهم كيف نعلمهم الكراهية؟ وأظن أنها أول مرة في التاريخ أن يدخل الحب وتدخل الكراهية في مناهج التعليم، فهاتان العاطفتان تتعلقان بالشخص منفردا، ولا يمكن فرضهما عليه لا بالمناهج الدراسية ولا بالقوة الجبرية.
والأصل في الموضوع أن الإنسان لا يحب أو يكره شخصا بسبب عقيدته ولكن بسبب موقف هذا الشخص منه.. فأنت لا تحب شخصا بسبب موقف هذا الشخص منك.. فأنت لا تحب اليهودي أو تكرهه بسبب يهوديته، فاليهودية دين نعترف إسلاميا بكتابه ''التوراة'' وكذلك المسيحية.. ولا يؤمن المسلم إيمانا صحيحا إلا بالاعتراف ''بالتوراة'' و''الإنجيل'' بنص القرآن الكريم.
والمسألة برمتها معقدة وتحتاج إلى شرح وتفصيل وتحتاج إلى ثقافة واسعة ونضج علمي عميق.. ولا يصح في رأيي أن تكون ضمن مناهج التعليم خاصة في هذه السن الصغيرة ''تلاميذ المدارس الابتدائية''، والأولى بنا أن نعلمهم سماحة الإسلام وقدرته على احتواء الآخر بالحجة والمنطق وليس بالكراهية.
من الواضح أن السياسة دخلت بقوة في عالم الدين، وحدث الاستقطاب بقيام دولة إسرائيل وابتلاعها ''فلسطين''، وما تمارسه من عنف وإرهاب ضد الفلسطينيين.
إن ذلك بالتأكيد يجعلنا نكره إسرائيل وما تمثله من ظلم وطغيان.. ولكن إسرائيل شيء واليهودية شيء آخر.. ومن الخطأ دمج الاثنين عند الحديث عن الحب وعن الكراهية.. أما النصارى أو المسيحيون فليس بيننا وبينهم عداء ديني موضع نقاش، ولكن عداء سياسي بقدر موقفهم من قضايانا.. والمسألة تحتاج إلى بحث أطول وفحص أعمق، وهي قد تستعصي على فهم الكبار فما بال الصغار؟! رفقا بالبراعم.
همس الكلام:
''البعض يفتش عن أخطاء الآخرين كما لو كان يبحث عن كنز''.