لماذا نغضب؟
لماذا الأزواج والآباء الذين يتصفون بالهدوء ودماثة الخلق والرقة والروح الودود يتحولون فجأة إلى أشخاص مضطربين غاضبين منعزلين؟ يجيب عن هذا السؤال كتاب ''ظاهرة الرجل سريع الغضب'' للطبيب النفسي جيد دياموند، الذي يثبت فيه أن السبب في هذه الظاهرة هو التغير في معدلات ''التستيرون'' والاختلال الكيميائي الذي يحدث داخل الجسم ثم ما يلي ذلك من ضغط نفسي وتوتر.
يتناول الكتاب بالشرح أدق المشاعر والأفكار التي تتعلق بأي جزء في حياة الرجل قد لا يمكنه التحدث عنه، كالاضطرابات الهرمونية التي تحدث للرجل وتجعله حاد المزاج ومضطرب الأعصاب، الشيء الذي قد يعصف ويخرب كل علاقاته حتى أقربها إلى قلبه.
وظاهرة الرجل سريع الغضب هذه قد تحدث في أي وقت عند تعرض الرجل للضغط النفسي الشديد الذي قد ينجم عنه تبدل أدوار الرجل والمرأة في هذا العصر الذي نعيشه، والمشكلات التي تحدث في العمل، كذلك فإن الضغط العصبي الذي تسببه العلاقات الشخصية يؤدي إلى تقلب في المزاج وفي المشاعر بصورة متطرفة للغاية تجعل الرجل الذي بطبعه يكبت بداخله المشاعر عندما يغضب يتخذ غضبه هيئة رعدية.
أول أعراض ظاهرة الرجل سريع الغضب التوتر الذي إذا لم يعالج تحول إلى عصبية وغضب شديدين وعنف ثم اكتئاب وإحباط. وفي خضم تلك المشاعر المضطربة قد يطور الرجل بداخله سلوكا معاديا للمرأة أساسه اللوم، بحيث تكون المرأة من وجهة نظره التي يقع عليها اللوم، والتي يرى أنها العائق الذي يعوقه عن الانطلاق إلى فضاء الحرية.
يقدم الدكتور جيد دياموند في كتابه بعض الحلول المتعارف عليها لإخراج الرجل من حالة الاضطراب الهرموني، من هذه الحلول النظام الغذائي السليم وممارسة الرياضة، وإذا لم يكن هذا كافيا فإن اللجوء إلى العلاج يشكل ضرورة حتمية. أما الحل الأفضل الذي يراه الدكتور جيد لإخراج الرجل من حالة الاضطراب الهرموني فهو اللجوء إلى التغذية الروحية.
''ظاهرة الرجل سريع الغضب'' كتاب مهم، خاصة للمرأة التي تريد فهم زوجها حتى يمكنها تقرير تصرفاته في بعض الأحيان على نحو صائب. ومؤلف هذا الكتاب الدكتور جيد دياموند صاحب كتاب ''سن اليأس للرجال'' الذي حقق أعلى معدل مبيعات، برهن فيه أن المرأة ليست وحدها التي تخضع إلى تغيرات هرمونية تجعلها مضطربة ومتوترة وعصبية، إنما الرجل كذلك يمر بهذه التغيرات الهرمونية.