إذا كنت مكتئبا فاذهب إلى السوق
في بحث أجرته الباحثة سنتيا كرايدر في إحدى الجامعات الأمريكية تم تقسيم الطلبة والطالبات إلى مجموعتين، الأولى شاهدت فيلما رومانسيا حزينا يبعث على البكاء، والأخرى شاهدت فيلما كوميديا مرحا يبعث على الضحك والابتسام في كل مشهد من مشاهده، ثم بعد ذلك طلبت الباحثة من أفراد كل مجموعة الانتقال إلى مركز تجاري، والتجول فيه، ثم الاقتصار على شراء زجاجة ماء فقط.
لكن الباحثة اكتشفت بعد انتهاء جولة المجموعتين في السوق التجاري، أن مشاهدي الفيلم الرومانسي الحزين وجدوا أنفسهم مدفوعين دفعا إلى شراء أشياء كثيرة إضافة إلى زجاجة الماء، في حين أن المجموعة التي شاهدت الفيلم الكوميدي المرح التزموا بما طلبته منهم الباحثة ولم يشتروا غير زجاجة الماء.
انتهت الباحثة إلى نتيجة مفادها أن للتسوق دورا في إسعاد الناس، وأن مجرد إقدام الإنسان على الشراء يمنحه إحساسا بالأهمية والقوة والعظمة، ويجعله يشعر وكأن كل المشكلات التي يعانيها ستجد طريقها إلى الحل إذا لم تكن قد حلت بالفعل.
جاء في البحث الذي نشرته دورية ''بوبيلا دساينس'' الأمريكية أنه إذا كانت أمريكا قد بنت في مدينة نيويورك قبل 100 عام أكبر مركز تسوق في العالم، فإن مراكز تسوق أقيمت قبل ذلك التاريخ مثل البازار الكبير في أصفهان الإيرانية في القرن العاشر الميلادي، وأيضا البازار الكبير في إسطنبول التركية في القرن الخامس عشر الميلادي.
وأشار البحث أيضا إلى أنه قبل 50 عاما قام الأمريكيون ببناء أول مول ''مركز تجاري مغطى'' ''في سياتل في ولاية واشنطن''، وإلى أنه يوجد حاليا في بلومنجتون في ولاية مينوسوتا مول أوف أميركا - أكبر مركز تجاري مغطى في العالم.
أوضح البحث أيضا أنه خلال العشرين عاما الماضية صار التسوق تكنولوجيا بعد أن كان تجوالا، حيث يتم فيه لمس البضائع وتقليبها وتجربتها والتفاوض حول قيمتها، كما لم يعد الناس في الوقت الراهن يذهبون كثيرا إلى المول بعد انتشار الهاتف والتلفزيون، وبعد أن صارت محال بيع اللحوم والخضراوات والمأكولات والمشروبات تلبي طلبات زبائنها وهم في منازلهم، ثم جاء اليوم الذي انتشر فيه التسوق عن طريق الإنترنت.
ينتهي بحث الأمريكية سنتيا كرايدر إلى أن صاحب السعادة التسوق ''الشوبنج'' أصبح جزءا أساسيا من الاقتصاد الأمريكي ومن الثقافة الأمريكية, وربما جزءا أساسيا من الاقتصاد العالمي ومن الثقافة العالمية، ونحن نتفق معها في الرأي عن قراءة وتجربة.