تغير الأسعار يتراجع بإيرادات السعودية النفطية 60 مليار ريال
تراجعت الإيرادات السعودية النفطية خلال العام الجاري، بما يقارب 59.7 مليار ريال نتيجة تغير الأسعار، والإنتاج عن مستوياتها في 2012، وذلك وفقا لبيانات "تومسون رويترز" حتى 24 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
وأظهر تحليل لوحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة الاقتصادية، أن كل برميل نفط سعودي تم بيعه خلال عام 2013، قد تراجع بقيمة 11 ريالاً "ثلاثة دولارات"، نتيجة لتراجع متوسط سعر برميل النفط "خام برنت" إلى 108.8 دولار "419 ريالا"، مقارنة بـ 111.7 دولار "408 ريالات" في عام 2012.
يشار إلى أن السعودية تنتج وتبيع الخام السعودي وعادة تكون أسعاره أقل من سعر خام برنت بنحو أربعة دولارات، وبالتالي فسعر الخام السعودي قد بلغ في 2013، نحو 393 ريالا للبرميل "104.8 دولار للبرميل"، مقابل 404 ريالات للبرميل "107.7 دولار للبرميل" في 2012.
#2#
وتشير البيانات إلى أن السعودية أنتجت 9.8 مليون برميل يوميا من الخام السعودي في 2012، فيما الإنتاج لعام 2013، بحدود 9.6 مليون برميل، ما يعني أن الإنتاج تراجع بنسبة 3 في المائة.
واعتماداً على متوسط الاستهلاك المحلي للنفط في السعودية بنحو مليوني برميل يومياً، تكون السعودية قد صدرت 7.6 مليون برميل يوميا في 2013، مقابل 7.8 مليون يوميا في 2012، وبالتالي يبلغ إجمالي صادراتها من النفط الخام السعودي في 2013 نحو 2.77 مليار برميل، مقابل 2.85 مليار برميل خلال 2012، وعليه من المتوقع أن تكون إيرادات الدولة من النفط قد تراجعت في 2013، لتبلغ 1.09 تريليون ريال، مقابل 1.15 تريليون ريال في 2012، لتتراجع إيرادات الدولة بما يقارب 59.7 مليار ريال نتيجة تراجع الأسعار والإنتاج معا في العام نفسه.
وذكرت الحكومة السعودية في بيانها لموازنة 2014، وميزانية 2013، أنها حققت إيرادات قدرها 1131 مليار ريال في 2013، وأن 90 في المائة منها إيرادات نفطية، ما يعني أن الإيرادات النفطية تقارب 1017 مليار ريال في 2013، وهو رقم قريب مما تم توقعه خلال هذا التقرير، بإيرادات نفطية قدرها 1090 مليار ريال.
ويرجع الفارق بين الرقمين إلى أن ما تم إعلانه في الميزانية هو الإيرادات التي تم تحويلها وليس كامل الإيرادات النفطية. ومن المعلوم أن معدل تحويل إيرادات النفط لا يصل إلى 100 في المائة في معظم الأحوال.
#3#
يشار إلى أن الأرقام المذكورة في التقرير تبقى تقريبية نظرا لعدم انتهاء العام بعد، إضافة إلى عد صدور بيانات رسمية من الدولة حول إنتاجها أو صادراتها النفطية خلال العام الجاري كاملا.
ومن المتوقع أن يكون ما دفع الحكومة السعودية لتحقيق توازن بين الإيرادات والمصروفات في موازنة العام المقبل 2014، عند 855 مليار ريال دون تحقيق فائض، هو التوقعات بتراجع أسعار النفط للعام المقبل 2014 نتيجة لمجموعة من العوامل من أهمها، تخفيف العقوبات على إيران، ودخول إنتاج الغاز والنفط الصخري الأمريكي، ما سيقلل من وارداتها النفطية في عام 2014، كذلك تحسن إنتاج كل من ليبيا والعراق عما كان عليه في 2013.
#4#
وافتتح خام برنت عام 2013 عند متوسط سعر 111.3 دولار للبرميل، ثم صعد إلى 115.9 دولار للبرميل في شباط (فبراير)، مسجلا أعلى متوسط في مستوياته خلال العام، منتهياً في آخر شهور العام عند مستوى 110.4 دولار للبرميل، وبلغ أدنى مستوياته خلال شهر أيار (مايو) عندما بلغ متوسط سعره 103 دولارات للبرميل، لينهي عام 2013 عند متوسط سعر 108.8 دولار للبرميل.
ووفقا لبيانات "رويترز"، سجل خام برنت أول تراجع في أسعاره خلال عام 2013، في أربع سنوات "منذ 2010"، حيث ارتفع في 2010 بنسبة 28 في المائة، إلى 79.9 دولار للبرميل، مقابل 62.5 دولار للبرميل في 2009.
#5#
وتعتمد السعودية بشكل رئيس على إيراداتها من النفط، وهو ما يمثل تحديا أمام الدولة لتنويع مصادر الدخل من مصادر أخرى سواء كانت صناعية أو تجارية أو سياحية وخلافه، وذلك لأن الاعتماد على النفط بشكل كبير سيؤدي إلى تذبذب إيرادات الدولة وفقاً لحركة أسعاره ارتفاعاً وهبوطاً. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لإنتاج السعودية من النفط نحو 12.5 مليون برميل يوميا.
* وحدة التقارير الاقتصادية