المسؤولية الاجتماعية الواقع والتطلعات

شهدت معظم الشركات السعودية توجها نحو تبني برامج ومبادرات تعنى بالمسؤولية الاجتماعية بهدف تلبية احتياجات المجتمع السعودي، وبرز العديد من التجارب المميزة والرائدة التي قام بها القطاع الخاص، حيث أتت هذه المبادرات للتماشي مع توجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين، حيث أصبحت المسؤولية الاجتماعية للمنشآت من أبرز مظاهر الإدارة الحديثة للمنشآت في الوقت الراهن. وقبل أن تتبلور مفهوم المسؤولية الاجتماعية بمفاهيمها الحديثة في عمل المؤسسات السعودية يجب علينا أن نتذكر دائما أن جميع الأنشطة التى تعزز دور المجتمع وترتقي به وتهتم بالفرد كأساس هي قيم من صميم تعاليم ديننا الحنيف الذي يقوم على مبدأ الرعاية والمسؤولية "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته", كما أنها من المكونات الرئيسة لثقافتنا وتقاليدنا التى نعتز بها، وفي رأيي الشخصي، فإن الشركات السعودية قطعت شوطا لا بأس به، لكن لا يزال هناك طريق طويل أمامنا، كما أن هناك حاجة إلى تعميق ثقافة المسؤولية الاجتماعية والتوعية ومن سنوات مضت، وأنا أقوم بلقاء بعض العلماء والمسؤولين من أجل تفعيل مبدأ المسؤولية الاجتماعية، وبدأت بتوفيق من الله منذ خمس سنوات مضت في تفعيل الأوقاف الخيرية وتنمية برامجها وتخصيص موارد مالية ثابتة للمشاريع الوقفية والخيرية، يعني أن هذا العمل بات جزءا من محور التفكير اليومي والشغل الشاغل لي، وأعتبر المسؤولية الاجتماعية أحد ورثتي، فقد بدأت في مشاريع الأوقاف الخيرية منذ عام 1430هـ، وبلغ إجمالي قيمتها نحو 200 مليون ريال، وذلك من فضل الله، فالمسؤولية الاجتماعية واجب على كل إنسان، وأن القطاع الخاص أصبح محورا أساسيا في التنمية من خلال إقامة أعمال تطوعية تخدم المجتمع، ومن هنا أدعو لإعداد دراسة تقويمية للواقع الحالي لبرامج المسؤولية المجتمعية المقدمة من قبل مختلف الشركات والمؤسسات ودراسة المسؤولية المجتمعية ودورها في دعم التنمية المحلية ودراسة النماذج الدولية المتميزة في المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة وتطبيقها محليا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي