بضع دقائق لشحن الجوال تصنع طوابير جديدة في المشاعر
في ظل التطور التكنولوجي وتسابق شركات الهواتف النقالة في تطوير مواصفات الأجهزة، باتت "بطارية" النقال هي أبرز مايؤرق المستخدم، إذ أصبح "الشاحن" من الأمور الضرورية، لدى الكثير وذلك لأهمية الهاتف في حياتنا اليومية، فيما تتزايد أهميته لدى ضيوف الرحمن، ما خلق طوابير من جموع الحجيج، تقف أمام منافذ الطاقة الكهربائية "الأفياش"، التي تنتشر في أرجاء المشاعر لشحن هواتفها النقالة.
طوابير اصطف فيها الحجاج، وكان فارس تنظيمها الأول هو حاجة الحاج لشحن هاتفه وإحساسه بمعاناة أقرانه الحجاج فاتفقوا على وقت مقدر بعشر دقائق يقوم خلاله الحاج بشحن هاتفه ويتيح المجال لمن بعده.
حول هذا الموضوع قال لـ "الاقتصادية" الحاج عبد الحميد أحمد (مصري الجنسية): "أقف في هذا الطابور الطويل، لكي أشحن هاتفي"، مشيرا إلى أهمية الهاتف في المشاعر المقدسة، إذ من خلاله يتم التواصل مع الأصحاب في الحج لمعرفة أماكن تواجدهم.
من جانبه، طالب الحاج رامي عمر (مصري الجنسية) بزيادة عدد منافذ الطاقة الكهربائية "الأفياش"، في المشاعر المقدسة، كون هذا الأمر يخفف على الحجاج، مؤكدا أن شاحن الهاتف من أهم الأمور، التي يحتاج إليها الحاج، مبينا أنه في حال فقد أحد الأقارب وسط الزحام، فلن تكون هناك وسيلة للوصول إليه إلاّ عبر الهاتف.
ويذهب الحاج عبد الرحمن محمد (سوداني الجنسية)، إلى منحى آخر حيث يعتبر الوقوف في المشاعر من الأمور التي تكون خالدة في الذاكرة، ويود الرجوع إليها بشكل مستمر وذلك عبر توثيقها بهاتفه النقال، مشيرا إلى شعوره بالضيق عندما شارفت بطارية هاتفه على النفاد، مبينا أنه استبشر خيرا بعد رؤية طوابير الحجاج، الذين يقفون أمام منافذ الطاقة الكهربائية "أفياش" الكهرباء بانتظار شحن هواتفهم.
فيما أشار الحاج نزار رامز (لبناني الجنسية)، إلى أن كل حاج يود أن يكمل شحن جواله ولكن إيثارا منه يلتزم بعشر دقائق فقط لكي يتيح المجال لمن بعده لإحساسه بمعاناة أخيه الحاج، مشيرا إلى أن زحام الشحن ليس في ممرات المشاعر فقط، موضحا أن الشحن في مخيمات الحملات أشبه بالمستحيل نظرا لقلة منافذ الطاقة الكهربائية.