موزمبيقي أتى بعد رؤية في المنام .. وكشميري انتظر 12 عاما .. ومصري مع رضيعه
فاضت مشاعر ضيوف بيت الله الحرام على صعيد المشاعر الطاهرة؛ فمن شتى بقاع العالم توافدوا ليبثوا مشاعرهم الروحانية في المشاعر المقدسة، محطمين كل عراقيل سيرهم إلى البيت العتيق، فلم توقفهم الحروب، ولم تمنعهم الأمراض ولم يردعهم الفقر والحاجة.
أصروا على مرادهم فمنهم من رأى الحج بشرى في المنام؛ ففاضت عيناه بالدمع، ومنهم من انتظر سنوات حتى وقعت عليه قرعة قافلة الحجيج، وآخر احتفل ذووه ورقصوا رقصاتهم الشعبية عندما تم قبوله في الحج، ورابع حضر هو وطفله الرضيع ذو الأشهر الخمسة، وبين هذا وذاك نثر الحجيج فيض المشاعر الصادقة على جسد المشاعر المقدسة.
قال لـ"الاقتصادية" الحاج نعمان نذير الموزمبيقي: "بفضل الله رأيت في المنام بعد شهر رمضان أنني سآتي إلى مكة لكي أؤدي فريضة الحج، وبكيت فرحا من هذه الرؤيا، ولكن الدموع الغزيرة وبكاء الفرح والدهشة أتت عندما وطئت قدماي مصعد عرفات الطاهر وأنا أرى جموع الحجيج ملبين".
وأضاف محمد مشتاق حاج كشميري أنه انتظر سنوات طويلة بلغت 12 سنة حتى وقعت القرعة عليه هذا العام وحظي بفرصة الحج التي تعتبر صعبة وشاقة، ولكنها أجمل رحلة في عمر المسلم عندما يكون متوجها إلى رحاب بيت الله الحرام يقصد عبادة ربه الكريم المنان.
وأبان مزاني محمد الحاج الغاني، أنه عندما تم قبول اسمه في القافلة المتجهة إلى الحج كان في فرحة عارمة، والجميع يباركون له ويهنئونه، وكل أقاربه مسرورون، لافتا إلى أن الفرحة بلغت ذروتها بإقامة الحفلات الشعبية احتفالا بذهابه إلى الحج، وكانت الكلمات في تلك المناسبة قصيدة "طلع البدر علينا".
ومن ناحيته، أشار الحاج أنور مصطفى مصري إلى أنه حضر إلى الحج ومعه زوجته وطفله الرضيع ذو الأشهر الخمسة، ورأيا الفرحة في عينيه، والسعادة تملؤهما لأن طفلهما الرضيع كانت أول رحلة له الذهاب إلى الحج، مضيفا أنه لم يسافر خارج الحي السكني الخاص به في القاهرة إلا متجها إلى مكة حاجا.
وقال الحاج محمود البهنوي من مصر: "في العام الماضي كان من الصعب إقناع والدي بأني أنوي الحج لكن عمي أقنعه بذلك ولم يكتب الله لي الحج، أما في هذا العام فكتب الله لي الحج، ووصلت أولا إلى المدينة المنورة لأتشرف بالسلام على الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، والآن أنا في مكة المكرمة، ووثقت كل هذه الرحلة في أجهزتي الخاصة لإيماني الشديد بأنها رحلة العمر على ما فيها من متاعب ومشقة، واستشعرت عزة الإسلام في ذلك الموقف الذي لا ريب أنه أغضب أعداء الدين والملة.
وأفادت الحاجة فوزية من مصر أيضا بأنها قبل خروجها من هناك أعطتها والدتها خاتما منقوشا عليه لا إله إلا الله، وأوصتها أن تخدم كل النساء اللاتي برفقتها حتى يقبل الله منها حجتها الأولى، وأن تكثر من الدعاء والبكاء على جبل الرحمة، مضيفة أنها فور وصولها شعرت بإحساس غريب يتملكها وهو اطمئنان كبير وخضوع وإصرار على إتمام النسك مهما بلغت المشقة، ودائما تخرج خاتم والدتها حتى تذكرها وتتذكر وصاياها.
وأضاف الحاج فيصل العنزي من الكويت، أنه أول مرة يحج في هذا العام، وقرر اصطحاب والدته لتقديم لها كل الرعاية والاهتمام، حيث منذ بلوغها المشاعر المقدسة، وهي تدعو الله أن يوفقه، وانخرطت دموع والدته فور وصولهما عرفة.