«المناصحة»: وصول قوافل حملة «الأمير نايف بن عبدالعزيز الخامسة» إلى مكة المكرمة
بعد أن أصبح وجهة عالمية لمختلف الوفود والمنظمات العالمية التي تبحث عن هذه التجربة، ما زال "مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة" يقدم الكثير للمستفيدين من الخريجين، حيث أطلق المركز حملة "الأمير نايف بن عبدالعزيز للحج" منذ نحو خمس سنوات، التي خصصت لنزلاء المركز ومطلقي السراح، الذين استفادوا من خدماته في السنوات الماضية، مع السماح للمستفيد أن يرافقه اثنان من أسرته (ممن يعولهم شرعا) كحد أقصى من الفروع والأصول (الأب - الأم - الزوجة – الأبناء).
ووصلت إلى مكة المكرمة قوافل حملة "الأمير نايف بن عبدالعزيز الخامسة" يوم أمس الأول، التي التحق بها 500 حاج إلى جانب نخبة من الأكاديميين وأساتذة الجامعات والعاملين في مجال التوجيه والإرشاد في المركز، حيث تتكفل الحملة بتوفير كل متطلبات الحج وفق أعلى مستوى من الخدمات بعد التعاقد مع إحدى شركات حجاج الداخل المتخصصة من فئة أ، وتقدم برامج دينية متنوعة خلال فترة موسم الحج بمخيمات الحملة.
وقال لـ"الاقتصادية" البروفيسور عبدالمنان ملا معمور بار، العضو في لجان المناصحة، وأستاذ التوجيه والإرشاد للدراسات العليا بجامعة أم القرى، أن المناصحة خطوة رائدة ونادرة تعتبر عالمية، حيث إنها نجحت بكل مقاييسها فلا نحكم على البرنامج ككل بالفشل من خطأ شخص، ولكن ننظر إلى الأثر الإيجابي الكبير.
وأضاف أن في موسم الحج يجتمع المستفيدون مع ذويهم من مناطق أخرى، والمراكز مع بعضها البعض والأعضاء المشاركين في المناصحة والإدارة العامة، وهذا يشكل عينة مهمة من المجتمع الكبير، يخرج نتائج إيجابية تمثل وتحقق صحة نفسية في نفوس المستفيدين بأبعاده النفسية والاجتماعية والصحية والأسرية والدينية، وهذا يوضح الأخوة والبيئة الإسلامية، لافتا إلى أن ولاة الأمر يؤدون هذا العمل الرائد ويسهلون مناسك الحج للمستفيدين مع ذويهم في هذا الاجتماع الكبير، ما يعكس الراحة والاطمئنان عليهم.
وأكد البروفيسور عبد المنان، أن المناصحة تمثل البعد الديني والوطني الكبير الذي تنفرد به هذه المشاعر على المستوى العالمي إضافة إلى أن هذا البرنامج لقي اهتماما من ولاة الأمر وتحديدا الأمير محمد بن نايف ولي العهد، وكثير من الإداريين واللجان الكبرى التي تعمل حقيقة لإصلاح هذا المستفيد ليحقق التوافق الديني الكبير بكل أبعاده ليحقق الجانب الشرعي وهو الاستقرار الديني ويحقق الجانب النفسي والاجتماعي وهو الاستقرار النفسي ويحقق جانب الاستقرار الأسري وهذا ما يحقق الأمن النفسي الذي ينعكس على ولائه وانتمائه لهذا الوطن.
من جهته، قال الدكتور هاني العبد الشكور، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز، وعضو لجنة المناصحة، أن هذه المبادرة مدروسة من قبل متخصصين شرعيين ونفسيين واجتماعيين كانت توصي بعمل مثل هذه الحملات والبرامج لما لها من أثر عظيم في نفسية المستفيد وعائلته ومن معه ويثبت ذاك تجاربها في سنواتها الماضية على أثرها الكبير والواضح في نفسية المستفيد.
والتقت "الاقتصادية" بعض المستفيدين من مركز "الأمير محمد بن نايف للمناصحة" خلال وجودهم مع الحملة، واستطلعت آرائهم حول ما قدمه وما يقدمه لهم المركز من خدمات، حيث قال تركي الزهراني، أحد المستفيدين" وجدنا كل الحفاوة والتقدير بداخل المركز، وقدمت لنا جميع الخدمات بأنواعها كافة، حتى المأكولات التي نطلبها تأتي إلينا، وسمح لنا بالتواصل مع العائلة باستمرار لطمأنتهم على أحوالنا، كل هذا لا يمكن أن يقدم في مكان آخر في دولة أخرى ".
وأضاف الزهراني، أن المركز وفر لنا أماكن الترفيه وغيرها من الأماكن التي يتطلع إليها كل شخص في حياته، وهو ما يشعر المستفيد بأنه داخل المجتمع وغير منفصل عنه، وكل هذا من شأنه يعطي الراحة النفسية والاطمئنان، مشددا على ضرورة التماسك والتلاحم والتعاون مع ولاة الأمر، والطاعة لهم في كل الأحول كما يأمرنا ديننا الحنيف، والعودة إلى العلماء والأخذ منهم قبل أي شيء.
وأكد جابر الفيفي أحد المستفيدين من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، أنه بالفعل دخل المركز مرتين وليس مرة واحدة فقط، ويتجلى أثر المناصحة ليس فقط أثناء التطبيق العملي بداخل المركز، ولكن الأثر ممتد حتى بعد الخروج منه واستكمال جميع البرامج، مشيرا إلى أن البرامج في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، في تطور واضح.
وقال فيصل الماجد، وهو أيضا أحد المستفيدين من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، إن البرنامج المقدم في المركز، الذي أطلق كثيرا من المبادرات من ضمنها حملة الحج هذه، يؤكد اللحمة الواحدة والتكاتف وذلك بجهود من ولاة الأمر، مقدما نصيحته للشباب بالسمع والطاعة لله ثم لرسوله وولاة الأمر حتى نكون يدا واحدة في مواجهة العدو.