ضيوف الرحمن: لحظات الفراق مؤلمة ونتمنى العودة قريبا
أسدل الستار على موسم حج هذا العام 1436هـ أمس الأحد، بعد أن حضر إلى حج هذا العام قرابة المليون والثلاث مائة ألف حاج، من خارج المملكة وقرابة 500 ألف حاج من حجاج الداخل، قاموا بأداء مناسكهم في يسر وسهولة، متنقلين بين المشاعر المقدسة في راحة وطمأنينة.
وقد كانت الدموع أصدق من الكلمات، التي عبرت عن المشاعر الصادقة في رحاب بيت الله الحرام، فمن بين زمزم والحطيم، كان لهذه الدموع ألف قصة وقصة قاد إليها فراق المحبين، فهاهم حجيج البيت العتيق يودعون جنبات المسجد الحرام، بعد أن عانقوها مع المشاعر المقدسة لعدة أيام، كانت أجمل أيام حياتهم. منهم من هو عائد إلى أهله، ومنهم الذي يتجه إلى مدينة المصطفى، وكلهم أجمعوا على أنهم شعروا بألم الفراق يعتصر أفئدتهم وهم يخرجون من البيت الحرام، آملين أن يعودوا إليها مرة ثانية، فتخرج قلوبهم منكسرة حزينة، حل فيها حزن الفراق، يدعون المولى القدير أن يعودوا إلى أرض الحرمين مرارا وتكرارا. عن هذه اللحظات قال لـ"الاقتصادية" الحاج رامي أحمد من تونس : " تعد هذه الزيارة الأولى إلى مكة المكرمة، وكنت في قمة الفرحة. عندما وطئت قدماي أراضي المسجد الحرام، وبحجم الفرحة التي كانت تغمرني يعتصر ألم الفراق قلبي الآن"، مضيفاً: "نودع الحرم الطاهر وقلوبنا يعتصرها الفراق، مليئة بالشوق للعودة إليه مرة أخرى، وبألسنة داعية المولى القدير سبحانه للعودة إلى رحاب البيت العتيق.
وفاضت عينا رامي بالدمع لتسقط على أراضي المسجد الحرام الطاهرة، في رسالة حسية مفادها كلمات رددها رامي "أحببت هذا المكان قبل أن آتي إليه وأتيته وازداد حبي له وتعلقي به".
من جهته يؤكد الحاج أنور السقنوي مصري الجنسية، أن أصعب اللحظات التي مرت عليه في موسم الحج، هي الحظات الأخيرة في طواف الوداع، عندما بدأت أرى الوقت يقترب من رحلة مغادرتي أراضي الحرم، مضيفا: " بكيت بكاء مريرا لأنه لم يسبق لي أن تعرضت لمثل هذا الموقف الحزين، وأرجو من المولى سبحانه أن يرزقني فرصة الحضور إلى مكة المكرمة مرة أخرى وأداء مناسك الحج.
وبيّن الحاج سلمان مسعدي من اليمن، أن الحج يكون تتابعيا في لحظات جميلة، حتى تأتي لحظات الفراق التي هي من أصعب اللحظات في مسيرة الحاج، فمن الطبيعي أن كل حاج لا يريد الخروج من الحرم، داعياً المولى القدير أن يرزقه القدوم إلى الحرم المكي الشريف، مرات ومرات عديدة، وأن يديم الأمن والأمان على المملكة العربية السعودية.