علماء: منفذو التفجيرات عصابة ظلم وعدوان باعوا ضمائرهم للشيطان
أكد علماء ومشايخ أن الحوادث الإرهابية التي استهدفت السعودية في المدينة المنورة وجدة والقطيف، هي إفساد في الأرض، وترويع للآمنين، وانتهاك للحرمات، واستباحة للأنفس المعصومة من المسلمين الصائمين، مشيرين إلى أن هؤلاء المجرمين ليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة المكان والزمان.
وأضافوا أن العملية الانتحارية التي نفذها أحد الإرهابيين في محيط الحرم النبوي الشريف تعتبر سابقة في الفساد في الأرض، حيث جاءت لتعري ضلال هذه الطغمة الفاسدة، وحقيقة حربها القذرة على الإسلام والمسلمين، إذ إنها لم ترعَ حرمة الزمان، ولا حرمة المكان، واستهدفت الحرم الشريف وزواره، وهذا دأب هذه الفئة الشاذة الخارجة عن الجماعة هي وأتباعهم.
وأكدوا أن منفذي التفجيرات الآثمة في بلد الحرمين الشريفين، عصابة ظلم وعدوان، باعوا ضمائرهم للشيطان، وبلغ بهم البطر حدّه؛ فهم فئة باغية قاتلة، ضلت ضلالا بعيدا، ويعود فكرها إلى فرقة الخوارج الذين يكفرون هذه الأمة، وهذا هو عين الضلال، والبعد عن صراط الله المستقيم.
ووصف الشيخ الدكتور سعد الخثلان عضو هيئة كبار العلماء، هؤلاء الإرهابيين بـ"التكفريين" المفسدين في الأرض السافكين للدماء، مؤكدا أن هؤلاء التكفيريين ومن يقف وراءهم، عاثوا في الأرض الفساد، وسفكوا الدماء وروعوا الآمنين.
من جانبه، قال الشيخ سلمان النشوان الأمين العام والمتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقضاء: "إن الحوادث الإجرامية الإرهابية، التي حدثت عمل إرهابي غادر، وتعجز الكلمات عن وصف هذا الفكر الإرهابي الخبيث المدمر الذي لم يسلم من شره بلد من بلاد العالم، حتى تلوثت أيديهم الغادرة في مدينة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولم نكن نظن يوما أن يصل آذاهم وإجرامهم للحرم المدني الشريف، وبجوار قبر رسوله الأمين- صلى الله عليه وسلم".
وأضاف: "يجتمع مع حرمة المكان حرمة الزمان في شهر رمضان المبارك، فكل هذا لم يحرك في هؤلاء شيئا، ما يجعلنا نوقن بأن هناك مؤامرة على بلادنا وأمننا، تقودها جهات ودول، تتربص بنا، ولهؤلاء نقول: خبتم وخسئتم، فلن تزيدنا هذه الحوادث إلا ثقة بالله، ووعده الذي لا يخلف، بأن ينصرنا الله على هذا الفكر الإجرامي، وكذلك لن تزيدنا هذه الأعمال التخريبية إلا إصرارا ووقوفا خلف قيادتنا الرشيدة في حربها ضد الإرهاب وفكره".
وزاد: "ألم يطلع هؤلاء المجرمون على النصوص الشرعية العظيمة التي عظّمت المدينة المنورة وحرمها، ومن ذلك قوله- صلى الله عليه وسلم: "المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، مَن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا" متفق عليه، وقوله- صلى الله عليه وسلم: "ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء".
بدوره أبان الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن ما حدث جرم عظيم من هذه الفئة الباغية الطاغية التي استحلت أعظم الكبائر والمحرمات في هذا الشهر الكريم، ولم تراعِ حرمة الزمان والمكان، واستباحت قتل الأنفس المؤمنة المعصومة، مشيرا إلى أنه قد تعددت وسائلهم ما بين استهداف للمساجد وقتل للمصلين وإزهاق لأرواح رجال الأمن إلى قتل الأقارب والوالدين؛ في محاولة لتشويه صورة الإسلام وشق الصف، وزعزعة الأمن في بلاد الحرمين. وأشار إلى أن هذه الحوادث الإجرامية لا تخدم إلا أعداء الإسلام الذين يريدون النيل من هذا الدين الذي جاء بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مؤكدا أن هذه الفئة الضالة تجاوزت كل المبادئ والثوابت فلم يرعَ المنتمون لها حرمة هذا الشهر الفضيل ولا الدماء المعصومة، ولا فضل المكان وحرمته الذي جاء النص الصريح بالوعيد الشديد فيمن أخاف فيه الآمنين. ودعا السند الجميع إلى الوقوف صفا واحدا في محاربة هذا الفكر الضال الخطير ومعتنقيه، وعدم التساهل والتهاون في ذلك، مشددا أن هذا الفكر خطر يهدد أبناءنا ووطننا ومقدساتنا وثوابتنا، وذلك مما يستدعي العمل الجادّ المخلص في محاربته كل حسب تخصصه.
ووصف الدكتور توفيق السديري نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الاعتداء الإجرامي بأنه لم يراع حرمة المكان والزمان والأنفس البريئة، مؤكدا أنه سيزيد أبناء الوطن قوة وإصرارا في محاربة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله.
ودعا السديري الدعاة والخطباء وأئمة المساجد على بذل مزيدٍ من الجهد؛ لكشف شبهات الفئة الضالة وأساليبهم والتحذير من تلبيسهم على الناس، وربط الناس بكبار العلماء وترسيخ العلم الشرعي الصحيح لديهم، داعيا الجميع إلى التكاتف والتعاضد والوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا الرشيدة ورجال أمننا البواسل الذين سجّلوا أروع البطولات والتضحيات في سبيل الدفاع عن أمن الوطن. إلى ذلك اعتبر الشيخ عبداللطيف السريع مدير إدارة البرامج العلمية في مؤسسة سليمان الراجحي الوقفية، هذا العمل الإجرامي هو منهج الأعداء بالإجرام والإفساد واختراق صفوف الأمة، واصفا العمل بأنه إجرام وعار وإثم عظيم.
وقال الشيخ السريع: "إن هذا العمل الإجرامي الذي استهدف رجال الأمن بين حقد هذه الفئة الضالة التي لم تراع حرمة المكان والزمان، فهذه الجريمة لا يمكن أن تصدر إلا ممن امتلأ قلبه حقدا واتباعا للهوى، حيث لم يراع حرمة الدماء ولا احترام أقدس البيوت".