ابن عساكر يقدم 3 مخطوطات نادرة
للمؤرخ راشد بن محمد بن عساكر جهود كبيرة في البحث عن الوثائق والمخطوطات، وعثر على كثير منها، وانتقى أخيرا ثلاث مخطوطات نادرة، وقام بدراستها والتقديم لها لتنشر مصورة للقراء، وهذا عرض سريع للمخطوطات الثلاث التي صدرت هذه الأيام وعرضت لأول مرة في معرض الرياض الدولي للكتاب.
أيام العرب في الجاهلية
يشترك أبو عبيدة معمر بن المثنى "ت 209هــ" مع إبراهيم بن صالح بن عيسى "ت 1343هــ" برابطة معرفية ونشاط علمي فدونا أحداثا تاريخية مرت بها القبائل ولم يغب بين العلمين تباعد الزمان بتذكير أهلها بما كانت عليه الجزيرة العربية وقبائلها قبل شروق الرسالة المحمدية التي عاشت في صراع وجود وحدود.
هذه النسخة الخطية التي دونها واختارها ابن عيسى بقلمه كأنها تذكير وتأكيد لمن جاء بعده من أبناء جلدته ووطنه وأفراد وقبائل مجتمعة بضرورة الحفاظ على تراب أوطانهم والابتعاد عن الفتن والسعي للوحدة واللحمة مع قادتهم وأثرها في الحفاظ على دينهم ودنياهم. ويقع الكتاب في 80 صفحة، من ضمنها مقدمة ودراسة كتبها المؤرخ راشد بن عساكر.
قصيدة ذات الفروع في نسب بني إسماعيل
الشعر مرآة العصر، يستعان بشواهده، ويتحرى الباحث صدقه. يقدم ناظم متن القصيدة الأمير محمد بن عبد الله بن حمزة سجلا لقبائل العرب العدنانية وذكر فروعها في سبيل الافتخار. أبرز أسبابها بروز العصبية القحطانية والعدنانية بشكل لافت التي تداخلت فيها الصراعات السياسية منذ وقت مبكر، إضافة إلى ضعف الحكومات الداعمة للاستقرار وضبط الأمن. اهتم النسابون بمتن هذه القصيدة وأخذوا في شرحها وفق اجتهاداتهم، فتعدد الشراح من داخل الجزيرة العربية وغيرها، ومنهم من أضاف لها شواهد جغرافية من حيث المواضع والأماكن. وقع الشراح في شيء من الأخطاء فلم يفرقوا بين أماكن القبائل المستقرة في الحواضر السكانية، وبين القبائل المرتحلة حول مواقع القطر والطرق الرئيسة ما نتج عنه خلط بينهما. عني بالحصول على هذه القصيدة متنا وشرحا عدد من علماء نجد فنسخوها وأضافوا عليها في مدوناتهم ما كون لديهم مصادر جديدة لخريطة القبائل العدنانية في الجزيرة العربية. وذكر في المقدمة أسماء هؤلاء العلماء. يقع الكتاب في 112 صفحة.
التحفة الوضيَّة في الأسانيد العالية المرضية
يكشف هذا الكتاب عن جهود أبرز عالم وقاض نجدي في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية الشيخ العلامة عثمان بن منصور "ت1282هـ/ 1865م" الذي جمع بين العلوم الشرعية والإنسانية فأصبح مساهما في حركة نشاطها, وفي كثير من جوانبها الإنسانية على وجه خاص بحيث شملت آثاره التنوع والإثراء المعرفي في مؤلفاته وكتاباته وآرائه الشرعية وبين تدوينه ونقله وحفظه لتاريخ وأنساب منطقته النجدية, إضافة إلى تحصله على نوادر التراث الإسلامي التي تسابق العلماء من أجل الحصول عليها بعد وفاته. قدم هذا الكتاب، المتمثل بصورته الخطية والمصورة، ما يعرف بالثبت وهو ما يثبت فيه المحدث مسموعة مع أسماء المشاركين له فيه, لأنه كالحجة عند الشخص لسماعه وسماع غيره, كأول مدونه وثبت حديثي كامل لعالم نجدي في الدولة السعودية ــ بعد العالم المحقق عثمان بن قائد النجدي "ت1097هـ/ 1685م" ــ يصل إلينا كاملا مشمولا بإجازاته العلمية وسماعاته وأسانيده الحديثية لعدد من شيوخه وزملائه مع ذكر بعض مصنفاتهم من علماء الأمصار في العالم الإسلامي. يأتي هذا الكتاب مصدرا مهما لتراجم العلماء وطلاب العلم وأسماء علماء نجد الأعلام إضافة إلى عدد من علماء الأحساء والحجاز وغيرهم ولا سيما في القرن العاشر الهجري كاشفا من خلاله مدى جهودهم وعنايتهم وبذلهم لخدمة السنة النبوية.