«القدية» .. أول الكنوز المفتوحة
لا شك أن صناعة الترفيه جزء من الكنوز السعودية المغلقة والمعطلة التي لم تلق اهتماما واسعا في الفترة السابقة، وهي من الأمور التي دفعت السعوديين إلى إنفاق أكثر من نصف تريليون ريال على السياحة الخارجية في عشر سنوات "ما بين 2006 و2016" ــ وفق أحدث بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما".
بالطبع لو أن وسائل الترفيه والسياحة الداخلية متوافرة في المملكة بالدرجة التي تضاهي المواصفات العالمية التي تأملها القيادة الرشيدة، لما وجدنا هذا الرقم الهائل يعبر الحدود مهاجرا بحثا عن الترفيه والترويح عن النفس، ولكنا استطعنا أن نستحوذ على جزء كبير منه في السعودية ليدعم الاقتصاد الوطني والناتج المحلي.
صناعة الترفيه في السعودية هي أهم محاور "رؤية 2030"، وهجرة الأموال للخارج بحثا عن الترفيه هي أحد الأمور التي تسعى "الرؤية" لمعالجتها من خلال إقامة صناعة ترفيهية في كثير من مناطق المملكة بمواصفات عالمية تضاهي ما تقدمه الدول المتقدمة، وجعل هذا القطاع المعطل رافدا مهما من روافد اقتصاد البلد، ولعل من أهم تلك الخطوات مشروع القدية الترفيهي الذي وضع حجر أساسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء السبت الماضي، ويعد مشروعا استراتيجيا تعمل السعودية على جعله من أكبر وأفضل مشاريع الترفيه في العالم ولبنة أساسية من لبنات "رؤية 2030".
مشروع القدية الذي خطط له مهندس المستقبل في السعودية الأمير محمد بن سلمان، ليس وسيلة ترفيه فحسب بل سيتجاوز ذلك ليكون الوجهة الترفيهية والرياضية والثقافية الأمثل لكل شرائح المجتمع السعودي، وعامل جذب أيضا للسائح الأجنبي الذي تطمح المملكة لأن تكون أحد خياراته المهمة بحلول 2030.
أيضا المشروع سيكون رافدا من روافد الاقتصاد الوطني وسيسهم في جذب رأس المال الأجنبي الذي سيجد قطاعا واعدا لم يكتشف بعد ويمكن أن يحقق منه عوائد مجزية. هذا المشروع الذي يعد الأكبر على مستوى العالم من خلال المساحة، يتوقع منه أن يوفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل للسعوديين في تخصصات مبتكرة وحديثة، وستسهم جهود الدولة في توليد الوظائف وخفض معدل البطالة في أوساط السعوديين والسعوديات.