الطبيب الدهان
قبل أيام كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن ضبطها وافدا بمهنة دهان يعمل لدى منشأة صحية شهيرة على وظيفة طبيب أسنان، بالطبع لم تعلن الوزارة هل العامل يحمل شهادات صحية؟ وهل الخطأ كان في المهنة التي استقدم من أجلها، أم أنه لا يحمل أي شهادات؟ وقد امتهن طب الأسنان من خلال الممارسة والتعلم في أسناننا في المنشأة التي وصفها بيان الوزارة بـ"الشهيرة".
لم يتحدث بيان وزارة العمل عن العقوبات التي تم إيقاعها على المنشأة الصحية المخالفة، ولا نعلم ماذا حدث بشأنها وبشأن "الدهان"، وما الإجراء المتخذ بحق المتجاوزين سواء الوافد أو صاحب المنشأة؟ وهو أمر يدعو للتساؤل، فالقطاع الصحي لا يقبل فيه التهاون أو المجاملة أو المداراة، ولا بد أن تكون العقوبات قوية ورادعة، وبحجم الخطأ وهو لا شك خطأ كبير، ولا يغتفر متى ما علمنا أنه مرتبط بصحة الناس وهي الأغلى من كل شيء يملكونه، فالصحة لا تقدر بثمن ولا يقبل المساس بها أو التعرض لها بالغش والخداع كما فعلت المنشأة "الشهيرة" التي لم يفصح بيان وزارة العمل عنها.
لا أعلم سبب إخفاء وزارة العمل اسم المنشأة التي خالفت النظام ووظفت دهانا على وظيفة طبيب أسنان، من حق المواطن والمقيم معرفة اسم المنشأة التي خالفت، فمن أبسط حقوقه على الجهات المختصة أن تبين له المخالفين وأن تمنحه حق الصد عنها وعدم زيارتها أو التعامل معها، ولكن إخفاء اسم المنشأة الصحية أمر غريب، فالتشهير من أهم وسائل الردع التي يمكن أن توقف تكرار مثل هذه الأخطاء الكبيرة التي ترتبط ارتباطا مباشرا بصحة الناس.
علينا أن نسن قوانين رادعة وأن يتم الإعلان عنها، وأن تتضمن في بنودها التشهير لمن يتعمد الخطأ، كما فعلت المنشأة الصحية، بحيث يعلم صاحب العمل أو المنشأة ــ أيا كانت وفي أي قطاع ــ وقبل أن يرتكب الخطأ أن عقوبات مغلظة ومعروفة لديه ستوقع عليه في حال ارتكابه أخطاء جساما ومتعمدة، ومن ضمنها التشهير وهو من أهم وسائل الردع التي يمكن أن تحد من تلك الأخطاء الكارثية.