منور
قبل أن تكمل ارتشاف قهوتك الصباحية حالكة السواد، يضع لك في كوب يومك مفردة (منور). فيطفئ كل لحظات الظلام التي تحاصرك ريب المنون، ويستبدلها بنور ساطع، يمنح يومك افتتاحية جميلة.
يبرع أحد زملائي في توزيع مفردة (منور) علينا في المكتب حتى أضاءنا جميعا.
المثير في الموضوع أنه لم يعد وحده الذي يشعل هذه الكلمة على أسماعنا وفي أرواحنا، بات الجميع يرددها. لقد انتقلت العدوى إلينا جميعا. فصرنا نسكبها بكفاءة وبتكرار وحب.
لا يقتصر نور زميلنا على هذه المفردة. دائما يردفها بعبارات مشجعة، مثل: عطرك جميل، أو قلمك متميز، أو نظارتك أنيقة. ينثرها بلا حساب أو تفكير أو تبرير. يودعها صدورنا بسخاء.
أخبرني أحد الأصدقاء أن تأثير زميلنا فيه هائل. فقد أشاد مرة برشاقته، فأصبحت هذه الجملة أحد أكبر الحوافز لاستمراره في الذهاب إلى الصالة الرياضية ومواصلة التدريب. يقول، "لم يخبرني كثيرون أن جسمي رياضي. التشجيع العفوي الذي صافحني به جعلني أتحدى نفسي أكثر. جميل جدا أن يقول لك الآخرون إنك تفعل شيئا جيدا".
نقلت هذا الموقف لزميل مشترك آخر، واعترف بدوره أنه أحب إرسال روابط للدورات التدريبية المرئية لزملائه، بسبب جملة رسخت في ذهنه من زميلنا المضيء.
فقد سأله أمامي، "هل لاحظت تحسن أدائي في إدارة المشاريع؟، كله بتوفيق من الله، ثم رابط الدورة الذي بعثته لي. أفادتني للغاية. الشكر لك لا يحصى ولا يعد".
كثيرون يشاركون، لكن من يشكرون قليلون.
هؤلاء القلة هم من يجب أن نحتفي بهم، ونقتفي أثرهم نحو نور أكبر وسعادة أكثر.
كن لطيفا مع الجميع. مع من تحب ومن لا تحب. اللطف معدٍ. يمنح اللحظات رونقا ولمعانا. يطور علاقتك ويحسن نفسيتك. يترك أثرا طيبا تلمسه عاجلا وآجلا. لم أندم على أي كلمة لطيفة كتبتها أو تفوهت بها. ندمت على كلمات لطيفة عديدة ادخرتها فلم أنفقها.