الرياض مدينة اقتصادية عالمية
أطلق الأمير محمد بن سلمان تصريحات مهمة خلال المؤتمر الرابع لمنتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في العاصمة الرياض في الأسبوع الماضي جاء فيها أن المملكة تخطط لأن تكون مدينة الرياض من أكبر عشرة اقتصادات مدن في العالم وستكون أكبر ميناء بري في العالم، وأوضح الأمير أن مؤشرات الاقتصاد العالمي ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة على المدن الكبرى مثل طوكيو، ونيويورك، ولندن، وأن المدن الكبرى هي المحور الرئيس والمهم للتنمية الحقيقية الشاملة، وأكد ولي العهد أن الرياض الآن تقع في الترتيب الـ40 في قائمة المدن الأكبر اقتصاديا على مستوى العالم، وأكد مرة أخرى أن مؤشرات الاقتصادات العالمية ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة بنسبة 85 في المائة على مؤشرات الاقتصاد في المدن الكبرى، وسترتفع النسبة إلى 95 في المائة كمؤشر على زيادة معدلات التنمية الحقيقية.
ونفهم من حديث الأمير محمد بن سلمان أن مدينة الرياض لديها ميراث اقتصادي كبير، حيث إنها تشكل اليوم نحو 50 في المائة من الاقتصاد غير النفطي السعودي، وتكلفة صنع الوظيفة في الرياض أقل بـ30 في المائة من بقية مدن المملكة، وهذه قراءة مهمة بالنسبة لأداء الاقتصاد، كذلك فإن تكلفة تطوير البنى التحتية والتطوير العقاري في الرياض أقل من 29 في المائة من بقية المدن السعودية، كما أن البنى التحتية في الرياض رائعة جدا بسبب ما قام به الملك سلمان بن عبدالعزيز من إنجازات حينما خطط لمدينة تستوعب 7.5 مليون نسمة بدأها منذ ما يزيد على نصف قرن حينما كان أميرا للعاصمة الرياض.
وهنا نرى من معرض حديثه عن المستقبل الاقتصادي لمدينة الرياض أن الرياض بكل مزاياها تعد فرصة كبيرة جدا لإيجاد نمو اقتصادي ضخم في المملكة، ومجالاتها في الصناعة، والسياحة والخدمات رحبة وشاسعة وواعدة، لذلك وجب الاهتمام بالرياض وضرورة إعطائها اهتماما تنمويا كبيرا، لأنها إحدى الركائز المبشرة لتحقيق نمو اقتصادي ضخم في المملكة، حيث إن كل المزايا التي تمتلكها العاصمة الرياض تعطي ممكنات لصنع وظائف وإيجاد نمو واعد في الاقتصاد، وتحقيق مزيد من الفرص الاقتصادية المبشرة بمعدلات زاخرة في النمو والتنمية على حد سواء.
ولعلنا نقف في حديثه عن مستقبل الرياض الاقتصادي كعاصمة لها وزنها السكاني في منطقة الشرق الأوسط، وهنا شرح مستقبل الرياض الاقتصادي فقال إننا نستهدف أن تقفز القدرة الاستيعابية لمدينة الرياض من 7.5 مليون نسمة إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة بحلول 2030، ونعرف جميعا أن الزيادة في عدد السكان ستؤدي بالضرورة إلى زيادة في معدلات الطلب الكلي التي بدورها ستؤدي إلى انتعاش اقتصادي وارتفاع في مستوى المعيشة.
ويرى مهندس "رؤية 2030" أن الحكومة تستهدف أن تكون الرياض من أميز المدن في العالم في جودة الحياة وجلب السعادة، وأوضح أن الرياض تشكل تقريبا 45 في المائة من الاقتصاد السعودي، وتضم أكثر من 30 في المائة من سكان المملكة ولديها بنى تحتية مميزة، ويأمل ولي العهد أن يرتفع متوسط الدخل الفردي السعودي السنوي من ثمانية آلاف ريال إلى 19 ألف ريال، وأضاف ولي العهد قائلا ونحن نركز في النمو السكاني على مدينتين: الرياض ونيوم، بينما نركز في بقية المناطق على رفع الخدمات وتحسين جودة الحياة، وتحقيق مزيد من الفرص السياحية، والعمل على تنمية الثروات الطبيعية والبشرية وغيرها من الفرص الواعدة.
ويركز الأمير محمد بن سلمان في حديثه عن التنمية الشاملة في المملكة باعتبار أن الفرص كثيرة جدا في جميع مناطق المملكة من دون استثناء، ويقول نحن نعمل على استراتيجيات في كل المناطق فقد باشرنا بإطلاق استراتيجيات نيوم، وقريبا جدا نطلق استراتيجية مدينة الرياض، كذلك نعمل على تصميم استراتيجية منطقة مكة المكرمة، واستراتيجيات المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وكل المناطق على التوالي.
وما يجب أن نشير إليه هو أن ملف الاقتصاد الوطني حقق قفزات كبيرة منذ أن كلف به الأمير محمد بن سلمان وأخذ يقفز من مرتبة إلى مراتب متقدمة، ولم تكن قضية تنوع مصادر الدخل هي الشاغل الأوحد فقط، بل كانت قضية تطوير الاقتصاد الوطني برمته هي الشاغل الأكبر. ويأمل ولي العهد أن تتحول السعودية من دولة المورد الواحد إلى دولة صناعية متقدمة تتاجر في الكثير من السلع والخدمات، وتتحول كثير من المدن السعودية إلى مدن ذكية فائقة التقدم.
وقريبا ستخطف الرياض أنظار العالم وتصبح من أهم المراكز التجارية في العالم، كذلك ستصبح الرياض مركزا عالميا رئيسا للصناعات التحويلية، والخدمات، والشحن، وستدار الرياض من خلال أهم أنواع الأنظمة الإلكترونية المتقدمة التي تديرها الكوادر السعودية المدربة والمؤهلة.
وهكذا في ضوء استراتيجية الرياض، فإن الرياض ستكون فرصة كبيرة جدا لصنع نمو اقتصادي وصناعي وسياحي واسع الانتشار لكل أنحاء المملكة. وبصورة عامة الاقتصاد السعودي مقبل على مستقبل واعد، وسيكون اقتصادا متقدما في منطقة ينتظرها مستقبل وارف وكبير.