مواسم الموسيقى والغناء
أعادتني أغنية الختام في "تريو رياض نايت" عقودا من الزمن. كان شيئا جميلا أن يشدوا 14 نجما من العالم العربي بأغنية "فوق هام السحب" التي صاغ كلماتها الأمير بدر بن عبدالمحسن. هذه الأغنية أطل بها محمد عبده على الجمهور في 1986. وهي منذ ذلك الحين تحمل للمستمعين مزيدا من الإلهام والسعادة.
هذا التجسير بين فوق هام السحب منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا، يحمل في ثناياه تفاصيل تتعلق بالكلمة المبدعة التي تتغنى بالوطن وتشدو له بأجمل الكلمات. يغدو الناس أكثر حماسا عندما يرددون كلمات المحبة للوطن بكل جهاته وأطيافه. وأغنية "فوق هام السحب" تتسق مع أغنية أخرى نالت ولا تزال أصداء كبيرة، وأعني أغنية وطني الحبيب التي شدا بها طلال مداح في مطلع ستينيات القرن الماضي وهي من كلمات مصطفى بليلة.
إن المسيرة المميزة التي حققتها هيئة الترفيه منذ نشأتها في 2016 يأتي ضمن الإطار الذي صاغته الرؤية. ولذلك فإن نجاحاتها هي جزء من سلسلة النجاحات التي قدمتها جميع مبادرات الرؤية. وهي المبادرات التي تهدف إلى التطوير والتحديث والتمكين في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية... إلى آخره.
في الفترة ما بين 13 و15 من الشهر الماضي شهدت الرياض لمدة ثلاثة أيام مؤتمر إكس بي للموسيقى. جاء المؤتمر تحت شعار الارتقاء بمستقبل صناعة الموسيقى. امتزجت خلال هذا المؤتمر ورش العمل وندوات وأمسيات موسيقية.
المؤتمر تضمن معلومات مميزة عن آفاق مستقبل صناعة الموسيقى والترفيه في المملكة. وهو يمثل أحد جهود هيئة الموسيقى التي أسست في شباط (فبراير) 2020. ولدى الهيئة طموحات كبرى بعضها ظهر على أرض الواقع والبعض الآخر في الطريق ويشمل هذا المجهود مسائل تتعلق بالتعليم والتدريب وكذلك الإنتاج، والعروض الموسيقية، والتوعية، والتراخيص.
ويدخل ضمن ذلك تأسيس الفرقة الوطنية للموسيقى التي تعد جزءا مكملا ضمن الاستراتيجية الثقافية لتعزيز الوعي الثقافي كنمط حياة. خلاصة القول، إن ما تشهده المملكة، هو عمل شامل، يعنى بالإنسان وجودة حياته في المجالات كافة.