فخ الدقة والبطء

خضت مع صديق عزيز حديثا حول الفارق بين الإنجاز وتعطيل الإنجاز. قلت له، إن البعض يقتلهم التردد والخوف من الخطأ فيتحولون إلى أدوات تعمل، ولكن لا تحقق نتائج.
عندما قال أوسكار وايلد إن "الدقة لص الوقت" بدا وكأنه بطريقة أو أخرى يقدم تشخيصا مبكرا للحالة التي نتحدث عنها. هذه الحالة تتلبس بعض الأفراد والمنشآت، فتجعلهم يخضعون لحالة حذر مبالغ فيه وتطلع للكمال المستحيل.
نعم، الدقة المبالغ فيها لص الوقت، إذ إنها تتحول إلى عامل إعاقة وتعطيل.
بين البطء والإنجاز، تظهر مهارات القيادة وإدارة الوقت واستثمار الموارد، بالشكل الذي يحقق الأهداف بمنتهى الكفاءة.
أظن أن هذا هو الفارق بين أداء هذه المنشأة أو تلك. من المهم دوما استحضار التعبير الشعبي "لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم" فهذا التعبير ببساطته العبقرية يختزل القصة.
لقد تحققت في بلادنا حالات إبداعية شهدتها مختلف منشآتنا الحكومية منذ انطلاقة "الرؤية". هذه الحالات تحققت بالاستفادة من حماس وطاقة الشباب، وأيضا بالمتابعة الجادة، والحفاظ على إيقاع سريع وأداء منضبط. تلك الحالة الإبداعية المحفزة حدثت نظرا لوجود قيادة حصيفة تؤمن بأهمية الاستثمار في الممكن. هذا الأمر تناوله قائد "الرؤية" ولي العهد في أكثر من مناسبة ومن بينها الحوار الذي أجراه مع عبدالله المديفر.
وقتها أشار ولي العهد إلى الآلية التي تم اعتمادها لإزالة جميع التحديات حتى يمكن استغلال الفرص غير المستغلة بهدف الاستمرار في النمو والازدهار والمنافسة على مستوى. العالم. وهذا ما كان.
إذا نظرنا إلى ما تحقق منذ مطلع 2021 حتى نهايته، سنجد حزمة من المبادرات في مختلف المجالات مثل، الاقتصاد، البيئة، الطاقة، السياحة، الثقافة، الترفيه، الرياضة، التشريعات والأنظمة... إلخ. فضلا عن الجوانب الخاصة بالوظائف سواء من خلال توطين الوظائف أو أيضا توليد مزيد منها. لا يكاد يمر يوم دون إعلان مبادرة أو تحقيق هدف. دوما، القيادة الفذة تفضي إلى النتائج المبهرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي