تعميق هوية المملكة

ارتياح كبير لقيه القرار الملكي باعتبار الـ22 من شباط (فبراير) إجازة سنوية؛ للاحتفاء بذكرى تأسيس المملكة. يضفي القرار آفاقا أكثر عمقا لمعانقة تاريخ المملكة، ويمثل فرصة سانحة للأجيال الجديدة لاكتساب معارف أعمق بجيل الآباء الرواد على مدى القرون الماضية حتى عصرنا الحاضر.
هذا العمق المتجذر في التاريخ، بكل ما فيه من إرث، كان ولا يزال يزدان دوما بفكرة الوحدة التي تجسدت وكانت حصيلتها هذه الوحدة التي تبلورت على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -.
هي هوية تتكئ على جملة من المقومات التي تنتظم عبر كل وجهات هذا الوطن؛ شماله وجنوبه، شرقه وغربه. بينما يمثل الوسط القلب النابض، حيث العاصمة التي تتلاقى عندها كل الجهات. تجتمع في هذه الأرض تفاصيل العمق الحضاري، الذي كانت بصماته تظهر على قمم الجبال وتحت الأرض، كما تتجلى في الآثار التي تركتها الحضارات التي مرت فوق هذه الأرض.
في حائل شمالا، ستجد ما يمكن اعتباره أقدم الكتابات الصخرية على وجه الأرض، بينما في الجنوب ستجد في نجران جزءا من تاريخ الصراع بين الخير والشر، هذا الصراع ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة البروج. وفي تبوك، حيث أقصى الشمال، تتلاقى في جبال اللوز وفي مدين كثير من التفاصيل التي تملأ قلبك وعقلك، وأنت تستحضر جانبا من تاريخ الأديان. والأمر نفسه يمتد صوب العلا. وبالتأكيد ستجد التجسير بين هذه الحضارات القديمة وبين الحضارة الإسلامية التي انطلقت من مكة إلى المدينة ومنها إلى مختلف أرجاء العالم.
لقد كانت المملكة ولا تزال عنصرا أساسيا ضمن التفاعل الحضاري مع العالم. وتمثل رؤية المملكة 2030 بمبادراتها إحدى أدوات التفاعل المعاصرة، ليس فقط في الداخل، بل في الخارج أيضا. يكفي في هذا الإطار أن نستحضر مبادرات المملكة البيئية المحلية والدولية فيما يخص المجتمعات الخضراء والطاقة النظيفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي