فنون نجران .. موروث وطني يزخر بالألوان الشعبية

فنون نجران .. موروث وطني يزخر بالألوان الشعبية
تشهد فترة الأعياد إقبال أبناء نجران على مواقع الاحتفالات"واس"

تتكامل صور الفرح والابتهاج بمناسبة عيد الفطر المبارك، وتظهر جلية من خلال ممارسة أهالي منطقة نجران فنونهم الشعبية، المستمدة جذورها من الماضي، والمستندة إلى موروث وطني زاخر بعديد من الألوان الشعبية.
وقديما كانت الفنون الشعبية تحضر في المناسبات الاجتماعية دون تنظيم أو ترتيب مسبق، ويمارسها الجميع، بوصفها ضرورة مجتمعية تفرضها المناسبة، أما اليوم فقد اختصت بها فرق محترفة تتكون من مجموعة من الشباب المتمرسين على أداء الفنون الشعبية بمهارة وإتقان، ومنها فن الزامل، والرزفة، والطبول، إضافة إلى عروض الخيل.
وتشتمل الفنون الشعبية النجرانية على ألوان شعبية عديدة منها فن الزامل، وهو عبارة عن فن شعبي يتكون من صف طويل من الرجال متشابكي الأيدي والمتراصين بالأكتف يسيرون بخطوات ثابتة وبشكل جماعي، بنسق واحد حتى يصلوا إلى المكان المخصص للاحتفال، وهم يرددون أبياتا شعرية تصف المناسبة، تتكون من شطرين، يردد خلالها نصف الصف شطر البيت الأول، فيما يردد النصف الآخر من الصف الشطر الثاني من البيت، في لحن شعبي متوافق مع المناسبة، وعند اقتراب الزامل من المستقبلين يبدأ عدد من الأشخاص بالركض بأساليب راقصة وهم يحملون الجنابي والخناجر أمام صف الزامل، ويرفعون أقدامهم بطريقة متناسقة مع ثبات الجذع العلوي من الجسد، فيما يسمى بفن "الطورقة"، وقد يكون الزامل مصحوبا في فترة الاحتفالات وفترات الأعياد بخيول راقصة، يمتطيها خيالة يحملون الجنابي والخناجر، ويرتدون الملابس التراثية الشعبية والمعروفة بالمذيل.
ويأتي بعد ذلك لون الرزفة، وهو فن يعتمد على الإيقاعات الصوتية، وفيها ينقسم المؤدون إلى صفين متوازيين بشكل متراص كتفا إلى كتف ويرددون أبياتا شعرية بألحان عذبة، ويكون ضمن الصف الأول في الرزفة شاعر أو راو للشعر يلقنهم أبياتا تتناسب مع المناسبة، حيث يبدأ الصف الأول بشدو الأبيات، ومن ثم يبدأ الصف الثاني بترديدها، ويعود الصف الأول بالترديد أو الانتقال إلى أبيات شعرية أخرى، ويستمر الصف الثاني في ترديد الأبيات، ويتقدم أحد الصفين إلى الأمام بدقات منتظمة من الأرجل حتى يقترب من الصف الثاني، ثم يعود للخلف على نفس الإيقاعات والدقات، وبين الصفين في المنتصف تماما يقوم البعض بما يسمى "السعب" وهم يحملون "الجنبية" أو الخنجر، وأحيانا العصي، والبعض منهم يتميز بارتدائه الزي الشعبي النجراني المعروف بالمذيل، ويتحرك الراقصون بشكل متناغم مع الأهازيج واللحن.

سمات

الأكثر قراءة