سوق الأسهم الأمريكية تواصل الارتفاع .. فهل تقترب من الانهيار؟

سوق الأسهم الأمريكية تواصل الارتفاع .. فهل تقترب من الانهيار؟
يتوقع أن تحقق شركات ستاندرد آند بورز 500، نموا سنويا في المبيعات يتجاوز 5%. "أدوبي ستوك"

تبدو سوق الأسهم الأمريكية كأنها قد تهبط في أي لحظة الآن، لكنها تواصل الارتفاع، وقد تستمر في الصعود.

ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 21% هذا العام، وتراجع في أوائل أغسطس ثم انتعش خلال سبتمبر، بعد أن صح توقع وول ستريت بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة للحفاظ على النمو الاقتصادي، الذي انخفض أخيرا إلى نسب منخفضة أحادية الرقم.

حتى بعد أن خفض الفيدرالي الفائدة في 18 سبتمبر، ارتفعت السوق بصعوبة، وأغلقت في ذلك اليوم عند 5618 نقطة، وتتداول الآن عند ما لا يزيد كثيرا على 5700 نقطة، وبدأ هذا في جذب انتباه المحللين.

يعتقد أندريا سيسيوني، رئيس قسم الأبحاث في تي إس لومبارد، أن السوق سترتفع أكثر، لأن الفيدرالي من المرجح أن يخفف السياسة النقدية أكثر.

وأوضح المخطط البياني النقطي للاحتياطي الفيدرالي وجود عدة تخفيضات أخرى قادمة، إذ أدرك البنك أن الفائدة التي لا تزال مرتفعة بحاجة إلى الانخفاض لدعم النمو الاقتصادي، بحسب مجلة بارونز.

هذا يضمن تقريبا أن الاقتصاد سيظل في حالة نمو ولن يمر بركود في أي وقت قريب، وانخفاض الفائدة سيؤدي إلى تعزيز الإنفاق الاستهلاكي على الإسكان والسلع والخدمات الأخرى، ما يحفز استثمار الشركات، ويساعد الاقتصاد الصناعي على وجه التحديد، كل هذا يعني أن نمو أرباح الشركات يمكن أن يستمر من العام المقبل إلى 2026 بسهولة.

يتوقع محللون أن تحقق شركات ستاندرد آند بورز 500، في المجمل، نموا سنويا في المبيعات يتجاوز 5% على مدى العامين المقبلين، وفقا لشركة فاكت سيت.

وطالما أن السوق تتصور استمرار مسار النمو هذا مستقبلا، فيمكن أن يستمر الارتفاع. صحيح أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتداول عند أكثر من 21 ضعفا من الأرباح المتوقعة للشهور الـ 12 المقبلة، وهو أعلى مستوى له منذ رفع الفيدرالي أسعار الفائدة من 0% في أوائل 2022، لكن هذه الأرباح تستمر في الازدياد.

يتداول المؤشر حاليا عند أقل من 21 ضعفا من الأرباح المتوقعة لعام 2025 التي تبلغ 276 دولارا للسهم وفقا لفاكت سيت، لذا قد يظل المؤشر قويا حتى نهاية هذا العام، يمكن أن تنمو الأرباح لكل سهم للمؤشر 14% سنويا إلى 310 دولارات في 2026.

طالما أن التضخم في التكاليف - مثل الزيادات المعتدلة في الأجور والرواتب - لا يمثل عبئا كبيرا، يمكن للشركات زيادة هوامش ربحها قليلا، ويمكن أن يدعم التدفق النقدي المستمر عمليات إعادة الشراء، ما يزيد من الأرباح لكل سهم.

كل ما تحتاج إليه السوق الآن هو الثقة بأن هذه الأرباح ستتدفق، وهذه الثقة من شأنها أن تبشر بالخير للسوق على المدى القريب. ويبلغ حجم ديون الهامش، أو الاقتراضات التي يأخذها المتداولون لإجراء عمليات شراء أكبر للأسهم، نحو 800 مليار دولار حاليا، وفقا لشركة تي إس لومبارد.

بالنظر إلى مستوى تداول المؤشرات الرئيسة، فإن هناك مجالا لزيادة ديون الهامش بنحو بضع مئات المليارات من المبلغ الحالي، نظرا للارتباط بين مبالغ الديون ومؤشرات الأسهم، وقد تؤدي زيادة ديون الهامش إلى دفع أسعار الأسهم إلى الارتفاع قليلا.

الأكثر قراءة