الذكاء الاصطناعي والروبوتات .. ثورة في أسواق العمل وإعادة تشكيل المهارات
تشهد سوق العمل العالمية تحولا هائلا، حيث تؤثر تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات بالفعل في الوظائف في كثير من الصناعات، إذ تحل محل بعض الوظائف وتغير طبيعة أخرى، وسيزداد تأثيرها في المستقبل.
وسيتأثر نحو 44% من مهارات العمال بين عامي 2023 و2028، لذلك تعد إعادة تشكيل المهارات أولوية عالمية، وتزويد العمال بالمهارات المناسبة للمستقبل يزداد نجاحا عندما تتعاون الجهات العامة والخاصة معا، وذلك يمثل فرصة: فالتقدم الأسرع في التعليم وتحسين المهارات يمكن أن يضيف ما يقدر بنحو 8.3 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول 2030.
عملت عديد من دول الخليج على تنويع اقتصاداتها، كما تتحول من القطاعات المعتمدة على النفط إلى القطاعات المعتمدة على المعرفة. جلب هذا التحول حاجة ملحة لتحسين المهارات وإعادة تشكيلها، بحسب موقع المنتدى الاقتصادي العالمي.
في 2023، كشفت جامعة أبو ظبي عن مجموعة من الدرجات الجامعية الجديدة في مجالات مثل التكنولوجيا وإدارة البيانات والاستدامة والتفكير النقدي وحل المشكلات والذكاء العاطفي وريادة الأعمال.
كانت المؤهلات المحسنة موجهة نحو تحسين المهارات الناعمة والتكنولوجية اللازمة للنجاح في مكان العمل في المستقبل. نتيجة للمشهد التكنولوجي المتغير بسرعة، قد نفقد نحو 83 مليون وظيفة، لكن علينا النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره تحديا وفرصة لسوق العمل، ويجب تعليم الطلاب أن مثل هذه الأدوات يمكن أن تُكمل، لا أن تستبدل، مهارات مثل التفكير النقدي والعمل الجماعي.
ومن خلال تطبيق نموذج تفكير قائم على حل المشكلات والعمل ضمن فريق لحل المشكلات الواقعية، يمكن تعليم الطلاب كيفية الاستفادة من هذه التكنولوجيا، وتركيز جهود إعادة تشكيل المهارات على ما يفوق الذكاء الاصطناعي.
في 2023، أنشئت شراكة جديدة في السعودية تهدف إلى تحسين مهارات الشباب السعودي وإعادة تأهيلهم في مجالات التكنولوجيا العميقة.
إضافة إلى رعاية مواهب الذكاء الاصطناعي، هدفت الشراكة بين شركتي وادي طيبة وسيستمز العربية إلى تعزيز المهارات في مجالات مثل بلوكتشين وإنترنت الأشياء والواقع المعزز والواقع الافتراضي.
وستمكن برامج إعادة تشكيل المهارات المختلفة الشرق الأوسط من اغتنام الفرص التي توفرها التكنولوجيات الناشئة، وقد يكون هناك تصور بأن الجامعات بطيئة في الاستجابة للطلبات المتغيرة على المهارات من أصحاب العمل.
مثلا، قالت 7% فقط من الشركات البريطانية إن خريجي الجامعات الذين ينضمون إلى القوى العاملة مستعدون بما يكفي لتأثيرات الذكاء الاصطناعي.
يوضح هذا الحاجة إلى تعاون أوثق بين القطاعين العام والخاص، وتساعد الشراكة مع الشركات الرائدة المعلمين على فهم المهارات التي ستكون مطلوبة في أماكن العمل مستقبلا، حتى يتمكنوا من تصميم برامج تساعد الطلاب على اكتساب هذه المهارات.
مثلا، يدير صندوق العمل البحريني "تمكين" مبادرة "مهارات البحرين" الوطنية التي تعمل على تعزيز تنمية المهارات للموظفين البحرينيين.
كما تحتاج المناهج القديمة في التعليم إلى مراجعة، فالتعلم بالحفظ فقط، أو فكرة أن التعليم ينتهي بانتهاء المدرسة الثانوية أو عند الحصول على الشهادة الجامعية، ستصبح شيئا من الماضي.
وإذا أردنا تبني ثورة إعادة تشكيل المهارات، فعلينا اتباع نهج جديد، وستختلف كيفية ذلك باختلاف البلد والمؤسسة التعليمية.
يتطلب الأمر إعادة التفكير في عمر التعليم، فبدلا من اعتبار التعليم ينتهي عند تخرج الطلاب، يتعين علينا أن ندرك أنه مجرد بداية رحلتهم. وينبغي لهذا النهج أن يشجع مزيدا من الخريجين على الالتحاق بدورات التأهيل والتدريب المهني وغيرها من برامج التدريب.
كجزء من ثورة إعادة تشكيل المهارات، يعمل المنتدى الاقتصادي العالمي مع أكثر من 350 منظمة لتوفير فرص أفضل في التعليم والمهارات والاقتصاد لمليار شخص بحلول 2030.
وتعد فرص ثورة إعادة تشكيل المهارات هائلة، يمكن أن تعزز إعادة تشكيل مهارات القوى العاملة العالمية الحالية ورفع مستواها الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 6.5 تريليون دولار بحلول 2030.