لماذا لا ترى "وول ستريت" بديلا للأسهم الأمريكية في 2025؟
تفوقت الأسهم الأمريكية على جميع منافسيها تقريبا على مدى الـ15 عاما الماضية، ووفقا لبعض أكبر بنوك الاستثمار في العالم، من غير المرجح أن يتغير هذا في 2025.
أوصى محللو "وول ستريت" المستثمرين بالاستمرار في تفضيل أسهم أكبر الشركات الأمريكية، إذ يبدو من المرجح أن يحقق مؤشر إس آند بي 500 عائدا إجماليا يزيد على 25% للعام الثاني على التوالي، وهو إنجاز نادر، بحسب ماركت ووتش.
وأوصت فرق في دويتشه بنك، وجولدمان ساكس، ويو بي إس، وباركليز، وسوسيتيه جنرال، وجيه بي مورجان تشيس، المستثمرين بالتركيز على الولايات المتحدة العام المقبل، رغم أن بعضها ترى فرصا ذات قيمة في الخارج أيضا.
يتوقع معظم المحللين أن أكبر الفرص قد تظهر مع زيادة تنويع المستثمرين بعيدا عن أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى التي هيمنت على السوق في 2023 و2024. ويرى كثيرون، بما فيهم مجموعة إستراتيجية الأسواق العالمية في جي بي مورجان بقيادة دوبرافكو لاكوس-بوجاس، أن أسهم الشركات المالية والمرافق قد تستفيد من ذلك.
رغم اعتقاد لاكوس-بوجاس بأن الأسهم اليابانية تبدو جاذبة، فإنه أكثر تشاؤما بشأن التوقعات لمنطقة اليورو والأسواق الناشئة. وهذا لا يعني عدم وجود أخطار، حتى في الولايات المتحدة.
قد تؤدي التقييمات المرتفعة لأكبر الشركات الأمريكية والأسئلة المستمرة حول أجندة السياسة القادمة في واشنطن إلى عرقلة الارتفاع، أو زيادة التقلبات على الأقل. كما أن ارتفاع عائدات سندات الخزانة يجعل البعض متوترين، إذ من المتوقع على نطاق واسع أن تكون أجندة الرسوم الجمركية لترمب تضخمية.
لكن قوة الاقتصاد وفوائد ثورة الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تستمر في دعم تفضيل الأسهم الأمريكية.
تشهد الأسهم المحلية ارتفاع حصتها في سوق الأسهم العالمية إلى أعلى مستوى منذ أواخر 2001، وفقا لبيانات فاكت سيت، التي أظهرت أن القيمة السوقية الأمريكية تمثل أكثر من 50% من القيمة في سوق الأسهم العالمية.
أشاد معظم الإستراتيجيين المتفائلين في "وول ستريت" بالمزايا العديدة التي تتمتع بها أكبر الشركات الأمريكية. يمكن أن يستمر نمو الأرباح المرتفع في دفع الأسعار إلى الارتفاع وتبرير النمو المتعدد الأخير الذي دفع التقييمات إلى الارتفاع.
وبينما ستستمر شركات التكنولوجيا الكبرى في تمثيل معظم النمو، إلا أن الشركات الأخرى تلحق بها ببطء.
قد تبدو القطاعات والشركات التي ستقود السوق إلى الارتفاع في 2025 مختلفة عما اعتاد عليه المستثمرون في 2023 و2024. بدأ ذلك خلال النصف الثاني من 2024، إذ انضمت قطاعات أكثر إلى الارتفاع، حتى أن القطاع المالي ارتفع بشكل كبير ليتقدم على قطاع تكنولوجيا المعلومات، مدعوما بالتوقعات المحيطة بأجندة ترمب لإلغاء القيود التنظيمية.
لم يستبعد خبراء "وول ستريت" فوائد الاستثمار في الخارج تماما، لكن أشار بعضهم إلى أن الأسهم الدولية لم تكن فعالة كمصدر للتنويع أخيرا.
لكن آخرين، بما فيهم فريق من إدارة الأصول في جي بي مورجان بقيادة كبير الإستراتيجيين العالميين ديفيد كيلي، جادلوا بأن التقييمات المنخفضة في الأسواق الأجنبية جاذبة للغاية ولا يمكن تفويتها.
ومن جانبه قال لاكوس بوجاس: "يظل الافتقار إلى بديل جيد للأسهم الأمريكية هو الواقع".
في الآونة الأخيرة، أثبت الاقتصاد الأمريكي قدرته على الصمود في مواجهة بعض الضغوط التي أصابت منطقة اليورو والصين. وحتى مع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بحدة لمكافحة موجة قوية من التضخم، لم يشهد سوق العمل الأمريكي سوى تباطؤ متواضع.
وفقا لأحدث البيانات، نما الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 2.8% خلال الربع الثالث، وهو معدل أسرع من الأسواق المتقدمة الأخرى، حتى مع استمرار ركود طويل في نشاط التصنيع.
حتى لو تباطأت وتيرة النمو الاقتصادي العالمي في العام المقبل، كما يتوقع كثيرون، قد تستمر الأسهم الأمريكية في الاستفادة لأن ضعف النمو في الخارج يزيد جاذبية الأسهم الأمريكية للمستثمرين الأجانب، وفقا لإستراتيجيين في يو بي إس.
كشف الإستراتيجيون في دويتشه بنك أخيرا عن هدف سعر مؤشر إس آند بي 500 لنهاية 2025 الذي يبلغ 7000، وهو أحد التوقعات الأكثر تفاؤلا في "وول ستريت".
ويتوقع البنك أن تساعد إدارة ترمب الثانية على تعزيز أرباح الشركات والاقتصاد الأوسع، في حين أن سياساته التجارية قد تصعب على الاقتصادات والأسواق الأخرى مواكبة ذلك.