من معمل إلى منصة عالمية .. رحلة البروفيسورة بدرة الغامدي
ما بين أول بحث علمي أعدته البروفيسورة بدرة الغامدي من جامعة الملك عبدالعزيز في عام 2013 وآخر بحث أنجزته عام 2024 ما يقارب الـ100 بحث علمي واجهت خلالها تحديات حولتها لفرص وحلول مبتكرة، مدعومة ببيئة بحثية محفزة للباحثين في الجامعة، إلى جانب المختبرات المتطورة، أسهمت في صقل قدراتها البحثية.
وفي الوقت الذي أسهمت محاضرتها في تسجيل إنجازًا بتحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر محاضرة علمية في أساسيات البحث العلمي سُجلت في موسوعة جينيس، من خلال المؤتمر الصحي الدولي الأول للجودة والتميز المؤسسي الذي نظمه تجمع جدة الصحي الثاني الذي عقد أخيرًا، تستذكر الغامدي بداية مسيرتها البحثية بأول دراسة علمية لها عن أسباب الشلل الدماغي في الأطفال، لتؤكد أهمية البحث العلمي في تطوير الخدمات الصحية للمجتمع.
وتصف الغامدي المختصة في علم الأعصاب العقبات التي واجهتها خلال مشوارها الأكاديمي والبحثي بفرص للتعلم وصقل المهارات وخلق حلول واستكشاف طرق وبدائل جديدة، وهي أهم الطرق لتجاوز التحديات، إضافة إلى بيئة تدعم الباحث في الجامعة سواء عن طريق تهيئة أعضائها عن طريق عديد من البرامج والدورات، وورش العمل، النوعية والفريدة وعن طريق دعمهم لمقترحاتهم البحثية وفتح سبل التواصل لمساعدة الباحث ودعمه.
وصبت الغامدي اهتمامها البحثي في مجال دراسة الفسيولوجيا المرضية وعديد من التدخلات العلاجية للأمراض العصبية وأهمها: التصلب اللويحي، الصرع، الجلطات الدماغية، ألزهايمر، الفيبروميالجيا، وتخرجت عام 2007 في جامعة الملك عبدالعزيز، وأكملت دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة ليستر ببريطانيا في تخصص علم الأعصاب وحصلت على الترقية من أستاذ مشارك إلى أستاذ عام 2022.
وقالت إن "هناك عدة عوامل كان لها التأثير في مسيرتي المهنية والبحثية، نشأتي منذ الصغر في عائلة تقدر العلم وتأثير والدي الدكتور سعيد هلال، ووالدتي كان له أكبر الأثر في امتداد شغفي، ودعم أساتذتي في كلية الطب حيث استفدت من مرشدتي الدكتورة حنان القاضي كثيرا من العلم والخلق والحكمة، كذلك لا أنسى ورشة عمل حضرتها عن الإستراتيجية الشخصية للأستاذ الدكتور إبراهيم البديوي التي كان لها أثر كبير في دعم خطواتي نحو الطموح بكل ثقه".
وأكدت أن علم الأعصاب والطب هو شغفها وطموحها منذ الصغر، حيث إنه علم متجدد ومرتبط بوظائف الجسم جميعها، وكلما أتعمق في هذا العلم أتعلم مدى محدودية علمنا وعظمة الخالق سبحانه عز وجل، وأكثر ما يعلمنا علم الأعصاب هو كيف نستطيع أن نغير تفكيرنا لنغير حياتنا للأفضل.
ومن أبرز أبحاث الغامدي بحث طب الميتوكوندريا: خيار علاجي واعد ضد الاضطرابات العصبية المختلفة وبحث العلاج القائم على الخلايا الجذعية: السلاح الفلكي ضد الاضطرابات العصبية، وبحث علم الوراثة من ورم أرومي دبقي متعدد الأشكال: من الآليات الجزيئية إلى الأساليب العلاجية، وبحث تقنيات تعزيز الدماغ وعلم الأعصاب: التطبيقات الحالية والتحديات والأخلاقيات وآفاق المستقبل، وبحث الدور الوقائي للميلاتونين في الاضطرابات العصبية، وبحث تأثير الاكتئاب الناتج عن الإجهاد الخفيف المزمن وغير المتوقع على مهام الذاكرة المكانية والتعرفية والمرجعية، وبحث إعادة استخدام جزيئات الطعام كمثبط محتمل لـBACE1 لمرض ألزهايمر.
وبعيدا عن الأبحاث العلمية تهتم الغامدي كثيرًا بمجال الرياضة بجميع أنواعها لما لها من أثر إيجابي على وظائف الدماغ، إضافة إلى تأثيرها في الجانب النفسي و البدني وتأثيرها يمتد في إطالة العمر الصحي للشخص.