«سابك» تدمج بيانات مصانعها في منصة ضخمة وتطور مؤشرات لمراقبة كياناتها
طورت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، من أسلوب اعتمادها على البيانات، حيث عمدت إلى دمج بيانات مصانعها في منصة موحدة وضخمة تشتمل على جميع المعلومات المهمة التي تساعد الشركة على اتخاذ القرارات، وساعد ذلك الشركة على التحلي بمزيد من الاستباقية وساعدها على زيادة الكفاءة وتقليل الأعطال، وذلك وفقا لماذكره لـ"الاقتصادية" المهندس عبدالرحمن شمس الدين نائب الرئيس التنفيذي للتصنيع في الشركة.
أشار إلى تطوير مؤشرات أداء رئيسية محددة لمراقبة أداء كيانات الشركة على مستوى العالم، بهدف دفع تحسينات الأداء، والحفاظ على القوة في مجال البيئة والصحة والسلامة والأمن، بما يسهم في تشغيل المرافق بطريقة آمنة ومستقرة.
أضاف شمس الدين، أنه بفضل استخدام الروبوتات المتطورة والطائرات المسيَّرة، استطاعت الشركة توفير ساعات العمل الميداني، وتسريع عمليات مراقبة المصانع، وتقليل تعرّض العمال للأخطار الصناعية.
الذكاء الاصطناعي والتنافس
وتوقع أن يُحدث عصر الذكاء الاصطناعي تحوّلا جذريا في قدرة الشركة على التنافس، مشيرا إلى أنه مع قدرة البحث في البيانات وجمعها وتحليلها واستشرافها بأقل تدخل بشري، سيصبح ذلك الذكاء أداة تنافسية لا غنى عنها، وسيساعد على اكتشاف الأنماط في البيانات الفورية، والتنبؤ بالانحرافات في عمليات الإنتاج قبل حدوثها، والتمكن من تصحيحها بأقل تكلفة ممكنة.
وفيما يتعلق بالتصنيع، قال نائب الرئيس التنفيذي للتصنيع في "سابك": إن الشركة تركز على تقديم معايير جديدة وتعزيز تقنيات إجراءات العمل، لتمكين المصانع العاملة في جميع أنحاء العالم من تحقيق مستويات جديدة من الكفاءة.
أوضح، أن تحقيق المستوى المتميز عالميا في قطاع الشركة التصنيعي، يتطلب إستراتيجية تصنيع عالمية تضمن التنسيق الناجح عبر المناطق الجغرافية التي تمارس فيها أعمالها، ويتضمن ذلك تحسين إجراءات عمل المصانع عبر الاستفادة من أفضل إجراءات وممارسات العمل والجمع بينها، وتوفير منظومة المعرفة، ونشر الكوادر ذات الكفاءات، والسعي للتحسين المستمر عبر الاستثمار في الابتكار.
وتسعى الشركة لتعزيز محركات الأداء وتحقيق التميز التشغيلي، من خلال برنامج الانضباط التشغيلي، الذي تم إنشاؤه لضمان الامتثال للعناصر التشغيلية الحرجة أثناء عمليات التصنيع، والاستفادة من أفضل الممارسات التشغيلية.
وبخصوص الاستدامة، ذكر شمس الدين أن قطاع التصنيع يلتزم بتطوير إجراءات العمل والأدوات والتقنيات التي تدعم المواقع العالمية كافة في بناء القدرات اللازمة لتحقيق أهداف الاستدامة، وتعزيز كفاءة الطاقة دعما لأهداف الاستدامة وتقليل الأثر الكربوني.
تقنية التقاط ثاني أكسيد الكربون
وتشغل سابك حاليا أكبر مصنع على مستوى العالم لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتنقيته في الجبيل، وتستخدم ثاني أكسيد الكربون بعد تنقيته في إنتاج اليوريا والمنتجات القيّمة الأخرى، وذلك بمقدار 500 ألف طن في السنة.
وأكد استمرار سابك في نهجها في تقليل بصمة الكربون نحو هدف الشركة للحياد الكربوني بحلول 2050، من خلال تقنية التقاط الكربون واستخدام الموارد على نحو أكثر كفاءة، مضيفا أن التقنيات فتحت آفاقا جديدة لتقليل الانبعاثات وإيجاد قيمة تجارية إضافية.
وتسعى الحكومة السعودية نحو تحويل "الانبعاثات إلى قيمة"، من خلال استخدام الموارد الهيدروكربونية لتنمية "الاقتصاد الدائري للكربون"، حيث شجعت رئاسة السعودية لمجموعة دول العشرين في 2020، إطار الاقتصاد الدائري للكربون، لإدارة الانبعاثات بنحو شامل، وتخفيف حدة آثار التحديات المناخية.
وأكد التزام الشركة بتقديم حلول منخفضة الكربون، بُغية المساعدة على تحقيق مستهدفات العملاء المتعلقة بخفض صافي الكربون في مجالات مختلفة، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.