الارتفاع الحاد بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يدق ناقوس الخطر في 2025
حتى مع استمرار الارتفاع الذي شهدته سوق الأسهم بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى نهاية العام، على المستثمرين ألا يتخلوا عن حذرهم وهم يطاردون المكاسب.
يرى بعض المتنبئين أن الارتفاع الهائل منذ انتخابات الخامس من نوفمبر سبب يدعو للقلق، إذ يشير الارتفاع القياسي في سوق الأسهم إلى احتمالية تصحيح في وقت مبكر من العام المقبل، وفقا لموقع بزنس إنسايدر.
قالت شركة بي سي إيه ريسيرش أخيرا إنها تتوقع أن تتجه الأسهم إلى سوق هبوطية في النصف الأول من العام المقبل، مع انخفاض أسعار الأسهم بما يصل إلى 35%.
كما تشكل المخاطر المستمرة في الاقتصاد تهديدا كبيرا للأسهم، كما قالت الشركة في مذكرة حديثة. ويبدو أن إنفاق المستهلك يتباطأ، إذ يبحث المتسوقون بشكل متزايد عن أفضل الأسعار. إضافة إلى تراجع مجالات أخرى في الاقتصاد، مثل سوق العمل.
"رغم اعتقادنا أن احتمالية حدوث ركود في 2025 أكثر من عدمها، إلا أن الأصول المعرضة للمخاطر قد تخيب الآمال حتى في حال عدم حدوثه، والأسعار الحالية لا تبشر بخير للعائدات المستقبلية"، كما كتبت الشركة.
تبنى آخرون في وول ستريت وجهة نظر متشائمة نظرا لحقيقة أن التقييمات مرتفعة تاريخيا. منذ 1928، في الأعوام التي بلغ فيها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ما لا يقل عن 50 مستوى قياسيا، كان العائد المتوسط للمؤشر -6% في العام التالي، وفقا لتحليل من شركة نيد ديفس ريسيرش. سجل المؤشر مستواه القياسي الـ57 في 2024 الأسبوع الماضي.
كتب إستراتيجيون في الشركة: "التحدي الواضح أمام دراسات الزخم هو أن الأسهم لا تستمر في الارتفاع إلى الأبد"، مضيفين أن "تراجع تركيز السوق يعني أن 2025 سيكون عاما أضعف للأسهم. ربما يسبب الذكاء الاصطناعي طفرة أخرى في الإنتاجية والأرباح من شأنها أن تبقي التضخم وسياسة الاحتياطي الفيدرالي مواتيين. والتاريخ يشير إلى أن هذا هو الاستثناء وليس القاعدة".
ذكر أندرو سليمون، كبير إستراتيجيي المحافظ في مورجان ستانلي، أن على المستثمرين التفكير في سحب جزء من استثماراتهم في نهاية هذا العام. كما قال في مقابلة مع شبكة سي إن بي سي هذا الأسبوع: "سوق الأسهم تقودها أسهم نمو منخفضة الجودة ومبالغ فيه قيمتها"، مضيفا أن بيئة الاستثمار الحالية تبدو مشابهة لعام 2021 "لم ينته الأمر بشكل جيد لتلك الأسهم".
وقال "هناك كثير من الأسهم ارتفعت 50% و60% و70% هذا العام، لذلك أعتقد أنه من الحكمة التداول بعيدا عن تلك الأسهم والبحث عن المناطق التي لم تحقق مثل ذلك النمو".
بشكل عام، معظم المتنبئين في وول ستريت متفائلون لعام 2025، رغم أنهم يتوقعون زيادة معتدلة مقارنة بالمكاسب الضخمة في 2023 و2024. ويتوقع باركليز وبنك أمريكا وجولدمان ساكس عائدا يبلغ 10% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 العام المقبل. وقد سجل المؤشر ارتفاعا بنحو 28% منذ بداية العام.