رسوم ترمب الجمركية تضغط على النفط مع تراجع ثقة المستهلك ومخاوف الطلب

رسوم ترمب الجمركية تضغط على النفط مع تراجع ثقة المستهلك ومخاوف الطلب

تتواصل الضغوط على أسعار النفط العالمية بفعل تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية، التي تخلق مخاوف بشأن الطلب إذا تطورت إلى حرب تجارية شاملة، وتحد من ثقة المستهلكين، وفقا لما يراه محللون تحدثوا لـ"لاقتصادية".

وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم مارس 0.13% إلى 66.82 دولار للبرميل بحلول الساعة 02:45 بتوقيت جرينتش اليوم الأربعاء، بينما هبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 0.23% إلى 72.84 دولار للبرميل. وتجاوزت خسائر الخامين 6% خلال شهر.

تسهم مخاطر الرسوم الجمركية المستمرة وانخفاض ثقة المستهلكين في "تأجيج المخاوف بشأن الطلب، علاوة على ذلك تتحسن احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا بعد أن اتفقت واشنطن وكييف على صفقة بشأن المعادن"، وفقا لما أكدته شركة "آي.إن.جي".

وأصدر ترمب توجيهات جديدة بدراسة فرض رسوم جمركية على واردات النحاس، حيث وقع أمرا لوزير التجارة هوارد لوتنيك بإطلاق تحقيق بموجب قانون استخدمه في ولايته الأولى لفرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم.

ووفقا للبيت الأبيض، فإن أي رسوم جديدة ستتقرر في ضوء نتائج التحقيق، الذي سيحدد أثر واردات النحاس بجميع أشكالها على الأمن القومي، وأكد في بيان أن ترمب يفضل فرض رسوم بدلا من تحديد حصص للواردات.

وفرض ترمب في وقت سابق هذا الشهر رسوما نسبتها 25% على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم، كما فرض رسوما على واردات الولايات المتحدة من الصين، وكان على وشك تطبيق رسوم على كل من كندا والمكسيك، قبل أن يرجئها شهرا واحدا على أثر تعهد الجارتين بالتعاون في أمن الحدود ومكافحة المخدرات.

رسوم ترمب تؤجج مخاوف الطلب

يرى المختصون أن التغييرات المحتملة في سياسات التجارة الدولية تسهم في إضافة حالة من عدم اليقين إلى أسواق الطاقة، ويرجحون استمرار التقلبات في أسعار الطاقة، بما في ذلك النفط، مع تحول ديناميات العرض وتوقعات الطلب غير المؤكدة.

"جاءت الانخفاضات السعرية السابقة في أعقاب تدهور في معنويات المخاطرة، والذي ربما يرجع جزئيا إلى أرقام ضعف ثقة المستهلك الأمريكي، وفقا لما قاله لـ"الاقتصادية" مارتن جراف، مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة.

ويرى الخبير المتخصص في الطاقة أن مخاوف الطلب تطغى "وسط ويلات الحرب التجارية وأرقام الولايات المتحدة الرئيسية الأضعف"، وإن كانت المخاوف المحتملة بشأن العرض جراء تشديد العقوبات على صادرات النفط الإيرانية تحد من الهبوط.

وقالت إيزابيل نيدوشال، مدير شركة "Colimider" للتكنولوجيا: إن "أسعار النفط تعرضت لضغوط أمس على الرغم من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض عقوبات جديدة على صناعة النفط الإيرانية".

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الإثنين عقوبات استهدفت أكثر من 30 شخصا وناقلات، بسبب "دورهم في الوساطة في بيع ونقل المنتجات النفطية الإيرانية". طالت العقوبات رئيسي شركتي النفط الوطنية وموانئ النفط الإيرانية "اللذين ساعدت عملياتهما في تمويل أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار".

وذكرت الوزارة الأمريكية في بيان أن الناقلات التي فرضت عليها العقوبات "مسؤولة عن شحن عشرات الملايين من براميل النفط الخام، التي تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات".

ضغط مزدوج

أدى ضغط ترمب الأخير من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فضلا عن تأخيره فرض الرسوم الجمركية المقررة على كندا والمكسيك وتوقعات زيادات إمدادات "أوبك+" ابتداء من أبريل، إلى تراجع الاهتمام بعقود الخام الآجلة إلى أدنى مستوياتها في عدة أشهر، وفقا لما قاله لـ"الاقتصادية" مايكل أوتر، مدير الاقتصاد الدولي في الغرفة الاقتصادية النمساوية.

ولفت المختصون إلى أن المفاوضات الدولية الجارية، والتخفيف المحتمل للعقوبات، يؤثر في توقعات العرض، مشيرين إلى أنه في الوقت نفسه، صدرت بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة وألمانيا، ما دعم مكاسب محدودة في الأسعار، نظرا لأن ذلك يعكس ذلك المخاوف بشأن الطلب العالمي.

وسيكون من شأن رفع العقوبات عن روسيا، إن حدث، أن يزيل قدرا كبيرا من عدم اليقين المتعلق بوفرة المعروض من الخام، الذي يخيم على السوق، وفقا لـ "آي.إن.جي".

لكن الأسعار تلقت في الوقت ذاته دعما أيضا من إعلان بيانات معهد البترول الأمريكي، التي أظهرت أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت 640 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 21 فبراير، مقارنة مع توقعات المحللين بزيادة 2.6 مليون برميل.

سمات

الأكثر قراءة