التحولات التكنولوجية فرصة للقطاع المحاسبي السعودي لتعزيز جاذبية البيئة المالية

التحولات التكنولوجية فرصة للقطاع المحاسبي السعودي لتعزيز جاذبية البيئة المالية

فيما تتبنى السعودية معايير المحاسبة الدولية، يواجه القطاع تحولات تكنولوجية قد تزيد من تحدياته أو ترفع جاذبية البيئة المالية ما يعزز من ثقة المستثمرين تجاه تطور المهنة وإدارة المخاطر، بحسب خبراء ماليين تحدثوا خلال جلسة نقاشية حول التحول المحاسبي العالمي أقيمت في الرياض.

ركز الحدث، الذي حضره قادة ماليون بارزون، نظمه معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز أخيرا، على التحديات والفرص التي يواجهها قطاع المحاسبة في السعودية وسط تحولات في القطاع المالي تشمل الرقمنة وتغير هياكل الاقتصادات العالمية.

افتتحت حلقة النقاش التي أدارها عدنان زكريا، رئيس الأسواق في بروتيفيتي السعودية، برسالة واضحة أن الثقة في مهنة المحاسبة أمر أساسي للاستقرار المالي.

وأقر زكريا بالتحديات الحالية التي تواجه الصناعة من إدارة التطورات التكنولوجية إلى رعاية الجيل القادم من المهنيين المحاسبين. وطرح سؤالاً مهما: "هل نملك المعرفة والخبرة لتقييم المخاطر في هذه البيئة المالية الجديدة المتطورة؟"

بدوره، أكد محمد زاهد، الشريك في KPMG، على هذا الأمر، مشيرا إلى أنه في حين يجلب التقدم التكنولوجي الكفاءة، فإن الحجم الهائل من المعلومات يمكن أن يؤدي إلى شكوك ومخاوف بشأن سلامة البيانات. وقال: "بالنسبة إلى السعودية، فإن تبني معايير المحاسبة الدولية ليس فقط امتثالا فنيا بل هو خطوة إستراتيجية لإظهار الثقة العامة في التقارير المالية".

من جهته، استعرض سامي الشرفاء، وكيل الإشراف في هيئة سوق المال السعودية وعضو مجلس معايير التدقيق والضمان الدولية، النهج الذي يركز على المستثمر واللازم لدعم الأهداف الاقتصادية طويلة الأجل للسعودية.

كان من أبرز ما في المناقشة عندما عبر سامي الشرفاء عن وجهة نظر واضحة حول مسؤولية مهنة المحاسبة تجاه المستثمرين، حيث أكد أن "المستثمر هو العميل رقم واحد"، مشددا على الدور المركزي الذي يؤديه المستثمرون في قيادة الأسواق المالية.

وأكد أن عمليات التدقيق عالية الجودة والمعلومات المالية الرقمية لم تعد اختيارية - فهي متطلبات أساسية، مبينا أن المدققين يجب ألا يلتزموا بالمعايير الدولية فحسب، بل يجب عليهم أيضا الخضوع لفحوصات منتظمة لضمان الشفافية والموثوقية.

وأشار الشرفاء إلى أن المستثمرين اليوم مفتونون بشكل متزايد بالذكاء الاصطناعي ويتوقعون من المدققين دمج أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة لتعزيز دقة التدقيق وكفاءته، مضيفا "بخلاف البيانات المالية، يجب على المدققين معالجة مخاوف الأمن السيبراني، وتوفير ضمانات بحماية المعلومات الحساسة من الاختراقات والتهديدات الرقمية الأخرى".

كما سلط الضوء على أهمية إقامة الشراكات داخل النظام البيئي المالي، مؤكدا أن تحقيق رؤية 2030 وما بعدها سيتطلب التعاون والتواصل والمسؤولية المشتركة، لافتا إلى أنه لكي تزدهر الشركات السعودية، فإن التواصل المفتوح والعقلية الإيجابية والتطلع إلى المستقبل أمور ضرورية.

أجمع المشاركون على أن مهنة المحاسبة تؤدي دورا في رؤية السعودية 2030 لما تتضمنه من تعزيز الثقة وإدارة المخاطر الناشئة واحتضان التقدم التكنولوجي الذي يلبي توقعات المستثمرين.

الأكثر قراءة