سلطان بن سلمان: السعودية تنظر باهتمام لدول البلقان لأهميتها وموقعها الاستراتيجي
اختتم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، البارحة الأولى زيارته لصربيا التي قام بها بناءً على دعوة رسمية من راسم ليايتش نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات في جمهورية صربيا.
وقد نوه الأمير سلطان بنتائج هذه الزيارة في تطوير التعاون في مجالات التراث والسياحة، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلى أنه يجري التحضير لاستقبال وفد مشترك من جمهوريتي صربيا، والبوسنة والهرسك سيزور المملكة كوفد موحد لأول مرة لبحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي في مجالات التراث والسياحة.
وقال في مؤتمر صحافي مع نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات الصربي إن السعودية تنظر باهتمام متوازن لدول البلقان لأهميتها وموقعها الاستراتيجي.
وأضاف: "نعتبر صربيا دولة ذات أهمية بالغة في منطقة البلقان وأوروبا، وقد شهدت خلال هذه الزيارة من المشاريع الاقتصادية والجوانب التراثية والحضارية ما يبرهن على هذه الأهمية والمستقبل المتطور لصربيا".
وأكد حرصه على الزيارات المتبادلة لتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية وتبادل الخبرات في مجال الاستثمار السياحي والمشاريع التراثية والمتاحف والحرف اليدوية.
وتطرق خلال المؤتمر الصحافي إلى ما تتمتع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من مكانة سياسية مهمة في المنطقة والعالم، وكانت له جهود كبيرة في إحلال السلم في منطقة البلقان، منوهاً بما تشهده المملكة من تطور اقتصادي واجتماعي، وثقلها السياسي على المستوى العالمي.
وأشار إلى مكانة المملكة وموقعها في الجزيرة العربية التي تمتلك مكانة تاريخية وحضارية بكونها مقرا للحضارات الإنسانية منذ القدم، وتوجت بالحضارة الإسلامية التي احترمت القيم التي سبقتها وبنت على تلك الحضارات وهذبتها وطورتها، إضافة إلى موقعها كممر لطرق التجارة القديمة، لافتا إلى أن المملكة تشهد نقلة كبيرة في مجال الاهتمام بالتراث وتنفيذ مشاريعه.
وردا على سؤال عن استثمار رجال الأعمال السعوديين في صربيا قال الأمير سلطان بن سلمان إن المستثمرين السعوديين يحظون باحترام كبير وتتجه إليهم أنظار دول العالم لاستقطابهم نتيجة للقيمة المضافة التي يقدمونها ونجاحاتهم في الاستثمار داخل المملكة التي تمثل بالنسبة لهم الأولوية القصوى، كما أن السعودية تنشط في استقطاب الاستثمارات العالمية النوعية نتيجة للبيئة الاستثمارية الجاذبة باستقرارها السياسي ومتانة اقتصادها وثبات أنظمتها الاستثمارية التي تحرص على معالجة أي قيود أو عوائق للاستثمار.
من جانبه أعرب راسم ليايتش نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات في جمهورية صربيا عن شكره وتقديره للأمير سلطان بن سلمان لتلبيته الدعوة للزيارة، مشيرا إلى ما حققته من نتائج خاصة توقيع مذكرة التعاون بين المملكة وصربيا في مجالات السياحة والتراث.
وأكد الأهمية والمكانة الكبيرة للسعودية في المنطقة والعالم وما تشكله من ثقل سياسي واقتصادي، منوها إلى أن العلاقات بين المملكة وصربيا ستشهد تطورا كبيرا خلال المرحلة القادمة، وقد تم التأسيس لهذا التعاون خلال هذه الزيارة.
من جهة أخرى، يفتتح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، والأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، صباح اليوم المنتدى السعودي الثالث للمؤتمرات والمعارض في فندق شيراتون في الدمام.
وسيقدم الأمير سلطان بن سلمان خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى رؤيته عن أهمية القطاع وترابطه مع القطاعات السياحية لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل للمواطنين كما سيستعرض الأمير سعود بن نايف في الجلسة ذاتها مقومات تنظيم المعارض والمؤتمرات في المنطقة الشرقية.
وستناقش ورقة عمل يقدمها عبد الرحمن بن صالح العطيشان رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية دور المعارض والمؤتمرات في تنمية التجارة والصناعة في المنطقة الشرقية.
وفي سياق آخر، وبحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يرعى الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة في الثامن عشر من شهر صفر المقبل افتتاح ملتقى التراث العمراني الخامس الذي تستضيفه منطقة القصيم هذا العام بإشراف وتنظيم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومجموعة من الشركاء في المنطقة.
وقال الدكتور مشاري النعيم المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني رئيس اللجنة المنظمة للملتقى إن الهيئة تواصل استكمال كثير من التجهيزات الخاصة بانطلاقة الملتقى الذي سيعقد خلال الفترة 18 ـ 21 صفر 1437 هـ، وسيناقش عدداً من المحاور الرئيسة والمتعلقة بالعناية والمحافظة على التراث العمراني واستثماره في المجالات كافة.
وأبان النعيم أن أهمية انعقاد الملتقى هذا العام تنبع من خصوصية هذه الدورة وتزامن انعقادها مع عدد من التحولات التنموية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها البلاد الأمر الذي يميزها عن الدورات السابقة خصوصاً أن هذه الدورة يتم تنظيمها في ظل متغيرات كبرى وفي مقدمتها تغيير مسمى الهيئة من الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وهذا يشير إلى تطورٍ واضحٍ ولا سيما في الرؤى والأهداف والاستراتيجيات الخاصة بالهيئة بشكل عام وبمركز التراث العمراني الوطني بشكل خاص.
وأضاف المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني أن الملتقى سيركز على شراكات مركز التراث العمراني الوطني مع كافة المؤسسات العامة والخاصة ذات العلاقة بالتراث الوطني من أجل إدارة واستثمار موارد التراث العمراني، وفي مقدمة ذلك تأتي الشراكات مع أمانات المناطق والبلديات بهدف توحيد جهودها في الحفاظ على مواقع التراث العمراني وتشجيع الاستثمار فيها وتشغيلها.
ويستضيف الملتقى هذا العام سلطنة عمان بوصفها ضيف شرف الملتقى لأول مرة لافتاً إلى أن السلطنة ممثلة بوزارة الثقافة والتراث العمانية ستقوم بتنظيم معرض عن التراث العمراني ضمن فعاليات الملتقى كما سيقوم نخبة من الباحثين العمانيين باستعراض تجاربهم في الترميم والمحافظة على التراث العمراني وذلك في ورشة عمل خاصة تعقد لهذا الغرض في مركز الملك خالد الحضاري في بريدة.