توفير «القبولات» للمبتعثين
يهدر كثير من المبتعثين وقتا ثمينا من مدد ابتعاثهم بحثا عن مؤسسة تعليمية مناسبة تقبلها الملحقية وتناسب متطلبات واحتياجات المبتعث. تستمر الإشكالية مع زيادة المبتعثين الذين يرغبون في الالتحاق بجامعات معينة أو ولايات محددة، وتقف البيروقراطية عائقا في وجه المبتعث مرة أخرى كلما ظهر تنظيم معين أو زاد عدد الملتحقين.
يمكن أن نعزو إشكالية التكدس إلى البيئة والعلاقات الاجتماعية المسيطرة في بلادنا، لكنها نتيجة تربوية لسلوك الأسرة وتعامل المؤسسات التربوية التي لا تمنح الطالب المهارات اللازمة للتفاعل مع المجتمعات الجديدة، وهذه المهارة تتوافر لدى كثير ممن يأتون من دول أخرى.
سبب آخر مهم هنا وهو الضغط النفسي والمادي الذي يعيشه كثير من الطلبة الجامعيين إذ يضطرون للتعامل مع محدودية الوقت، ما يدفع الطالب للبحث عن تكوين العلاقات مع سكان المناطق التي يتعلمون فيها لتكوين مهارات عالية في اللغة تمكنهم من تحقيق أهدافهم في مدة معقولة.
لكن الحال التي يعانيها طلبتنا تستدعي أن يتم إرشادهم أكاديميا واجتماعيا قبل وأثناء البعثة، ليكتسبوا ما يكفي من المهارات والقدرات والدعم لتحقيق مرادهم التعليمي. أمر استدعى أن تحاول الوزارة أن تفتح فروعا لها تقوم بعملية دعم قرار الطلبة في الحصول على القبولات وتسهيل ما يليها من الاحتياجات المادية.
القرار في حد ذاته مفيد ويسهل كثيرا على المبتعثين. يبقى أن تدرس الوزارة الأسلوب الأمثل لتقديم خدمة كهذه، فتنفيذ العمليات من خلال الفروع الحكومية سيكون مكلفا جدا وقد لا يحقق المردود المطلوب إذا قارناه بالتعاقد مع جهة متخصصة في المجال لديها القدرة على الحركة والتعامل مع المنشآت التعليمية في مختلف الدول.
الواقع أن النتائج ستكون باهرة لأن هذه المكاتب لن تكلف الوزارة أي شيء، بحكم أن المبتعث من المملكة يحصل على جميع احتياجاته المادية والطبية من الدولة، إضافة إلى أن بعثته مدفوعة بالكامل، وهذا يعني أن الجامعات تتمنى أن يلتحق بها طالب كهذا. تفويض العملية سيؤدي إلى تحقيق نتائج سريعة واحترافية كما سيوفر على الوزارة مبالغ كبيرة تخسرها اليوم على المكاتب التمثيلية والملحقيات التي تمارس عملها بطريقة حكومية صرفة، ولا تستفيد من المزايا التي توفرها أغلب الجامعات لمن يبحثون عن التعليم الجامعي بحجم ونوعية الطالب السعودي.. غدا أتوسع في الحديث في المجال.