العائلات المخالفة تهيم في المشاعر بلا مأوى بعد منع الافتراش

"هل أجد مكانا لي ولعائلتي للمبيت ليلة واحد" هكذا كان سؤال أحد الحجاج المصريين عندما كنا نتجول في أحد الشوارع الضيقة في مشعر منى مساء يوم التروية، وأضاف "للمرة الأولى نصادف إجراء مشددا يمنع الافتراش"، لافتا إلى أن أجهزة الأمن لم تسمح لهم بالافتراش في المساحات الضيقة والبعيدة عن المخيمات.
وتنتهج الجهات الأمنية هذا العام أسلوباً شديد الصرامة للحد من ظاهرة الافتراش نهائيا، التي دائما ما يتسبب فيها الحجاج المخالفين، ما يؤدي إلى اختناقات في الأماكن التي يفترشون عليها. وتعود آلاف الناس على افتراش الساحات والطرقات والمناطق الجبلية في المشاعر المقدسة كل عام، ولاسيما أولئك الذين لا يملكون تصاريح للحج، ويتسللون إلى مكة المكرمة بطرق غير شرعية، يحاولون من خلالها الإفلات من عشرات نقاط التفتيش المنتشرة على طول الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة.
وعادة ما يكون هؤلاء المفترشون من المقيمين في المملكة سواء بغرض العمل أو لغير ذلك، إذ ما أن يبدأ الحج حتى يتخذوا قرارهم بالذهاب دون ترتيب لذلك أو حتى الحصول على ترخيص بالحج، وما أن يصلوا إلى المشاعر حتى يتخذون من الأرصفة والطرقات والشوارع الجانبية في المشاعر المقدسة ودورات المياه ومحال المواد الغذائية مكانا للافتراش والنوم.
ويتخذ هؤلاء الحجاج طرقا للوصول إلى المشاعر فيذهبون إلى شركات نقل الحجاج في جدة لمحاولة الاتفاق مع أي سائق يكون على استعداد لإيصالهم إلى مكة بطرق خاصة دون المرور بنقاط التفتيش وبعيدا عن أعين رجال الأمن، الذين سيعرقلون مرورهم بسبب مخالفتهم أنظمة تراخيص وزارة الحج.
وكان الفريق سعيد القحطاني مدير الأمن العام، قد أكد - في وقت سابق - أن قوات أمن الحج ستتعامل بكل حزم وصرامة لمنع ظاهرة الافتراش في ساحات وطرقات المشاعر المقدسة، خلال موسم حج هذا العام.
وقال إن قوة المشاة وتنظيم الحشود البشرية ستتولى منع الافتراش خارج المخيمات، بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية المعنية، مشيراً إلى أن إجراءات المنع ستتضمن حظر الخيام البلاستيكية بشكل صارم، ومنع دخولها المشاعر المقدسة من خلال نقاط فرز السيارات المنتشرة في مداخل المشاعر المقدسة، مع التركيز على منع بيعها في مكة المكرمة.
وأعرب مدير الأمن العام عن أسفه للجوء بعض الحجاج إلى الافتراش من خلال استخدام الخيام البلاستيكية، ما تنتج منه إعاقة حركة المشاة، وإغلاق الطرق، وعرقلة تنقل سيارات الخدمات العامة من دون شعور مرتكبي هذه المخالفات بالمسؤولية.. وقدّر القحطاني حجم القوة المشاركة في تنفيذ خطة منع الافتراش في المشاعر المقدسة لحج هذا العام بعشرة آلاف ضابط وفرد سيشاركون في تنفيذ الخطة، كل بحسب اختصاصه.