"أسعار الحملات" تدفع حجاجا إلى "الافتراش" بطرق ملتوية
لم يجد المفترشون في منى مكانا أفضل لنصب خيامهم البلاستيكية الصغيرة إلا على الجبال، إذ هربوا إليها نتيجة الإجراءات المشددة عليهم، واختار هؤلاء الأماكن الوعرة للبعد عن أعين رجال الأمن خلال أيام التشريق.
وكانت الجهات المنظمة للحج قد منعت الافتراش واستخدام الخيام البلاستكية لما تشكله من عرقلة لتحركات الحجيج، إضافة إلى المخاطر الكبيرة التي تسببها.
وقال عدد من المفترشين، إن أسعار تكلفة حملات حجاج الداخل كبيرة جدا، وليست في متناول الجميع، مشيرين إلى أن عددا ليس بالقليل من المقيمين لا يستطيعون أداء الحج بالطرق الرسمية. وأكدوا أن المبالغ التي تطلبها بعض الحملات تصل إلى أكثر من عشرة آلاف ريال للفرد الواحد، مطالبين المسؤولين بإعادة النظر في تسعيرة حجاج الداخل لأن هذا هو السبيل الوحيد للقضاء على ظاهرة الافتراش.
أما جمال إسماعيل حاج سوري يعمل في المملكة منذ فترة طويلة، يقول إن الذي دفعه إلى اللجوء للافتراش هو غلاء الحملات النظامية، ما جعله يشتري خيمة بلاستيكية تحميه من الشمس عندما يفترش الأرض، لكن صرامة الإجراءات أعاقت ما كان ينوي فعله في المشاعر.
وأوضح الرائد عبد الله العرابي الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني في المشاعر المقدسة، أن هناك تنسقا يربط إدارته مع الأمن العام ووزارة الحج لمنع استخدام الخيام البلاستيكية في جميع المشاعر لما تسببه من افتراش في الطرقات وعرقلة التدخل الأمني في حال الضرورة كما قد تؤدي إلى كوارث فادحة في حال نشوب حريق لسرعة انتشار الحريق فيها، وأكد أن دوريات السلامة تتابع أي حالة استخدام لهذه النوعية من الخيام في الحال كما يوجد رجال الأمن في جبال منى لإنزال الحجيج المفترشين هناك حفاظا على سلامتهم.
ويعد السبب الرئيس لنشوء مشكلات الافتراش ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل، إضافة إلى أن سفوح الجبال الداخلة ضمن حدود مشعر منى الشرعية تمت تسويتها في مشروع ضخم بحيث زادت الرقعة المستوية إلى نحو 700 ألف متر مسطح، وشمل المشروع أيضا تنظيف الجبال من الصخور المفككة وتثبيتها بالرشة الخرسانية، إضافة إلى تثبيت الصخور في جبال منى في أكثر من 13 موقعاً في مناطق مختلفة من مشعر منى، ويبلغ الطول الإجمالي لمواقع المشروع المختلفة 13 كيلومترا وتراوح ارتفاعات المواقع بين 30 متراً و115 متر.
وكان الفريق سعيد القحطاني مدير الأمن العام، قد أكد - في وقت سابق - أن قوات أمن الحج ستتعامل بكل حزم وصرامة لمنع ظاهرة الافتراش في ساحات وطرقات المشاعر المقدسة، خلال موسم حج هذا العام.
وقال إن قوة المشاة وتنظيم الحشود البشرية ستتولى منع الافتراش خارج المخيمات، بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية المعنية، مشيراً إلى أن إجراءات المنع ستتضمن حظر الخيام البلاستيكية بشكل صارم، ومنع دخولها المشاعر المقدسة من خلال نقاط فرز السيارات المنتشرة في مداخل المشاعر المقدسة، مع التركيز على منع بيعها في مكة المكرمة.
وأعرب مدير الأمن العام عن أسفه للجوء بعض الحجاج إلى الافتراش من خلال استخدام الخيام البلاستيكية، ما ينتج عنه إعاقة حركة المشاة، وإغلاق الطرق، وعرقلة تنقل سيارات الخدمات العامة من دون شعور مرتكبي هذه المخالفات بالمسؤولية.. وقدّر القحطاني حجم القوة المشاركة في تنفيذ خطة منع الافتراش في المشاعر المقدسة لحج هذا العام بعشرة آلاف ضابط وفرد سيشاركون في تنفيذ الخطة، كل بحسب اختصاصه.