باعة يمنيون: نجلب كل ما يباع ونتنقل خلف الأسواق الشعبية

باعة يمنيون: نجلب كل ما يباع ونتنقل خلف الأسواق الشعبية

يقطع الباعة والتجار اليمنيون مئات الكيلومترات قادمين من مختلف المحافظات اليمنية حاملين معهم البضائع المتنوعة لبيعها في الأسواق السعودية في المناطق المجاورة لليمن.
وتمثل الأسواق السعودية، خاصة أسواق المناطق الجنوبية، رافدا أساسيا للباعة والتجار اليمنيين الذين يشكلون النسبة الأكبر من الباعة في تلك الأسواق.
يقضي هؤلاء الباعة الجائلون معظم أوقاتهم في المناطق الجنوبية يتنقلون من منطقة إلى أخرى خلف الأسواق الأسبوعية الشعبية التي تشتهر بها مناطق الجنوب لتسويق ما لديهم من بضائع، على الرغم من المسافات الطويلة التي يقطعونها تنقلا بين تلك الأسواق، وتتنوع البضائع اليمنية المعروضة في الأسواق الشعبية في المناطق الجنوبية، حيث يجلب الباعة اليمنيون كل شيء يمكن أن يباع، فمنهم من يبيع الذرة، الدخن، والحناء، والزبيب، وآخرون يبيعون العسل، المصنوعات اليدوية والفخارية، والبعض يبيع الفل، الكادي، والنباتات العطرية وغيرها من البضائع والسلع اليمنية الأخرى.
وتحظى البضائع اليمنية بإقبال واسع من مرتادي الأسواق الشعبية الذين تجذبهم تلك البضائع، نظرا لانخفاض أسعارها وندرة البعض منها في الأسواق السعودية، ما يسهل عملية تسويقها للباعة اليمنيين.
في حين يقصد معظم الباعة اليمنيين أسواق جازان الأسبوعية التي تنظم في بعض المحافظات خلال أيام الأسبوع، الذي يعد أشهرها سوق الخوبة الذي يقام كل يوم خميس من الأسبوع.
وتعد البضائع اليمنية المعروضة في أسواق جازان عامل جذب للكثير من الزوار القادمين من خارج منطقة جازان لشراء العسل، الحناء، البن، الأواني الفخارية، والمصنوعات اليدوية.
يقول الباعة اليمنيون، الذين التقينا بهم في سوق الإثنين في محافظة صامطة في جازان، إنهم اعتادوا على القدوم للسعودية باستمرار، حيث إنهم يقيمون في السعودية أكثر من إقامتهم في اليمن، باعتبار أن الأسواق السعودية أصبحت مصدر رزق لهم ولأبنائهم.
أحمد شوعي أحد الباعة اليمنيين، القادم من محافظة تعز اليمنية، يقول إنه يتردد على سوق الخوبة بصفة مستمرة منذ 40 عاما لبيع البن، الهيل، والقشر، حيث يجد إقبالا جيدا من مرتادي السوق الذين أصبحوا يعرفونه ويثقون في جودة ونوعية بضائعه.
ويقول علي أبكر بائع آخر إنه يقطع 900 كيلو أسبوعيا للقدوم إلى الأسواق السعودية في المناطق الجنوبية، وأصبحت تجارة بيع البن والهيل لا تحقق أرباحا كما كانت في السابق بعد رفع أسعار المحروقات البترولية في بلاده, إضافة إلى القرار الذي فرضته الجهات المختصة في السعودية على الباعة اليمنيين من البيع في حدود المناطق الجنوبية، وعدم السماح بتجاوزها، ما يجعل فرص تسويقنا لبضائعنا محصورا في المنطقة الجنوبية وتكدس جميع الباعة داخلها، مشيرا إلى أنه على الرغم من تلك المعوقات إلا أن الباعة اليمنيون يمارسون نشاطهم وتجارتهم في الأسواق الأسبوعية الشعبية دون مضايقات من البلديات التي تقدم لهم كل التسهيلات الممكنة بتخصيص مواقع داخل الأسواق تشرف عليها وبعض المواقع المجاورة لمداخل المحافظات والمدن السعودية، مشيرين إلى أن إقامتهم في السعودية متوقفة على بيع بضائعهم أو نهاية تأشيرة دخولهم السعودية والمحددة بثلاثة أشهر كحد أقصى، مضيفين أنهم يلاقو كل التسهيلات عند دخولهم من المنافذ الجمركية البرية بين البلدين وحتى عودتهم إلى ديارهم.

الأكثر قراءة