عذراً.. أمير أبها خارج الخدمة مؤقتاً

عذراً..  أمير أبها خارج الخدمة مؤقتاً

انطلق ملتقى أبها الثقافي لعام 2008 حاملاً شعار "الشباب ومتطلبات المستقبل", وكان للشباب والشابات نصيب في التحاور، حيث ناقشوا همومهم ومتطلباتهم, ودوى صوتهم في تلك القاعة, كانوا بؤرة الاهتمام في الملتقى, يستفسرون ويحاورون ويستمعون ويشتكون بشفافية عالية وبأدب رفيع في الحوار.

مقتطفات من الحفل
بدأ الحفل بالترحيب وكلمة للأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة عسير، وفجأة تغير البروتوكول المعتاد في الملتقيات, وإذا براعي الحفل قد أوصد الأبواب وأقفل وسائل الاتصالات وتحول إلى محاور ومشارك ومنصت ومتفاعل بين الحضور، لم يعد مكانه في المنصة بل كان بين الحضور، تفاعل مع المحاورين, أنصت إليهم, استمع لمعاناتهم وتشرب همومهم وصفق بحرارة للمداخلة الجيدة، وميز حواء بتصفيق حار لمداخلتها بل تتدخل في الحوار لفسح مجال لها للحديث.
لم نسمع رنات جوال صاحب السمو الملكي مثل علية القوم، لم يغادر كرسيه خلال الجلسات إلا لصلاة الظهر.
كان الأمير في قاعة فندق أبها يسهم في ذلك اليوم في بناء الإنسان، ويحرث لغرس بذور الإنماء في أذهان شباب الوطن، علق في آخر الجلسات بقوله "نعترف أن بعض المسؤولين مقصرون، وأن بعضهم يسكنون مساكن فاخرة ويقودون سيارات فارهة وهم لا يشعرون بألم الشباب ومعاناتهم واحتياجاتهم، كفانا كلمات المديح والمواربة التي تتوارى خلفها الآهات".
قرأت رسالة على المشاركين حملتها من ابني وابنتي لملتقى أبها الثقافي يقولان فيها كفاكم تفصلون لنا ونحن نلبس آن الآن الأوان أن نشارك معكم في التخطيط". إن الشباب أصبحوا أكثر وعياً, لو جعلناهم شركاءنا لا منفذين لأوامرنا. يقيننا أنهم قادرون على إثبات النجاح إذا تركنا لهم المجال أن يجربوا ويعملوا لكي يحققوا أحلامهم..
نعم أمير أبها في يوم 22/7/2008 كان خارج الخدمة مؤقتاً، ترك أوراقا فوق مكتبه تحتاج إلى النظر إليها، وقرارات كبيرة تحتاج إلى كلمة منه، ومخططات تحتاج إلى تنفيذ منه، لكنه أخمد صوت رنين الهاتف ووضع رسالة تقول: عذراً أنا خارج الخدمة مؤقتاً.

[email protected]

الأكثر قراءة