هناء بلا عناء

إذا أشدت بشخص، أو أثنيت على أدائه أو سلوكه أو مظهره، فأنت تمدح نفسك.
فتصرفك الأنيق يعكس معدنك وتربيتك ولطفك وسخاءك وتصالحك مع ذاتك.
لن نكتفي بالاحتفاء بك فحسب، بل بأسرتك التي أنجبتك محشوا بهذا البياض الناصع.
أيوجد أجمل من ذلك؟
اهرع إلى تهنئة أي زميل تجاه أي موقف جميل ينساب أو ينسكب منه. لا تتردد في الكتابة أو الإفصاح بحب وتقدير وامتنان لصديق، أعجبتك مبادرته أو حتى ابتسامته.
ستغادر، وستبقى كلماتك خالدة في أعماق الآخرين.
عوّد نفسك على إفشاء اللطف وإشاعة الإطراء.
ادخل المكاتب والمجالس والاجتماعات، وفي جيوب روحك كلمات عطرة تملأ الأجواء عبيرا وتقديرا.
المهم أن يكون صادقا وحقيقيا، حتى يخترق الصدور، ويرسخ في أعماقها. امنح الآخرين جرعة إيجابية يستحقونها، وبدورك ستمنح نفسك جرعة عالية من الثقة والتسامي.
ستتحرر من الأغلال التي تسكنك، وتخنق حنجرتك، لتمنعك من البوح الحلو. كلمة واحدة قد تغير معنويات شخص، وتحفزه، وتلهمه، وتدفعه لتخطي لحظات صعبة وشرسة وشائكة.
قد تكون كلماتك طوق النجاة.
عندما نسمع شيئا جميلا، يتحسن مزاجنا، وتتجدد رغبتنا في العمل والحديث والعطاء.
فلا تقتصد في إسداء الكلمة الطيبة.
ثمة طريقة فعالة للتغلب على عدم الشعور بالارتياح عند مدح الآخرين، تكمن في المبادرة بمدحهم حتى يصبح ذلك عادة وسلوكا.
قم بالثناء على الآخرين في وجود الآخرين.
سيزيد ثناؤك ثناء، وسيتضاعف الأثر.
لا تكتف بثناء عام. كن محددا.
وضح ما راق لك بدقة وشغف وسخاء، حتى يحقق الهدف المرجو، ويتغلغل إلى الداخل.
اهطل بغزارة ولكن بتركيز، لتغمر قلوب الآخرين، وتعمرها بالطمأنينة والسعادة.
امنح من حولك الدفء، في ظل الصقيع الذي يسكنهم. الشتاء الذي يحاصر جوارحهم من جراء المشاعر الباردة التي نتفنن في غرسها وزرعها.
أنت عندما تشيد بأحد، فأنت تشيد صورة ذهنية جميلة عنك، تجعلك مرادفا للطيبة والنقاء والثقة.
كل هذا الهناء ستحصده يا صديقي بلا عناء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي