الاحتفاء بالتأسيس

احتفال المملكة الأسبوع المقبل لأول مرة بيوم التأسيس، يأتي حاملا في ثناياه رحلة أكثر عمقا في تاريخ المملكة عبر مراحلها التاريخية. هذا التجسير مع فترة التأسيس الأولى واستحضار عراقة هذه البلاد، يقدم صورة متكاملة عن وطن شامخ دأب على مواصلة النهوض والنمو وصياغة ملحمته التاريخية المتجددة. ولم يكن الأمر خلال تلك المراحل محض صدفة، إذ جاء نتاج توافق وإصرار على تجاوز كل التحديات وبناء مجتمع مدني ينأى عن الفرقة وينعم بالأمان. هذه الملحمة التي خاضها الآباء الأوائل منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727م في عاصمتها الدرعية. ومرورا بالدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1824م لتتواصل المسيرة من خلال المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عام 1902م. لقد شهدت الدولة السعودية الثالثة مع اكتمال جهود توحيدها منجزات مهمة، إذ انطلقت مسيرة التنمية والتحديث بالاستفادة من عوائد النفط في البناء والتحديث في مختلف مناحي الحياة.
وقد اختارت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أن تكون رؤية المملكة 2030 بمبادراتها الثرية أساسا لمسيرة النمو والرفاهية وجودة الحياة.
ومنذ انطلاقة الرؤية، بدأت مسيرة مهمة من التطور شملت المسارات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وغيرها، كافة. وقد واكب المجتمع هذه الرؤية ومبادراتها بحماس وتفاعل كبيرين.
لقد تفاعل المجتمع بمختلف أطيافه مع قرار الاحتفاء بتأسيس المملكة، وجاءت الهوية البصرية لاحتفالية هذا العام بشعارها "يوم بدينا"، متضمنة تفاصيل لافتة تتمثل في تجسيد بطولة الآباء الأوائل، مع استحضار مفردات: النخلة، والمجلس، والخيل العربية، والسوق.
هذه المفردات واكبها استحضار جملة تفاصيل كانت سائدة في ذلك الوقت، ويشمل هذا التنوع في الأزياء والتراث في مختلف أرجاء البلاد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي