مسجد عمر بن الخطاب في المدينة المنورة
الموقع
يوجد هذا المسجد قرب التقاء شارع قباء بشارع العنبرية، وعلى يسار المتجه من المدينة المنورة إلى قباء، ويطل مسجد عمر ـ عليه رضوان الله ـ من الناحية الغربية على طريق قباء، هذا بينما يطل من الناحية الشمالية على ميدان مسجد الغمامة، وكان موضع المسجد قبل اتساع الناحية العمرانية في المدينة المنورة، يشرف على الحافة الشرقية لوادي بطحان، في جنوبي مسجد الغمامة بانحراف قليل نحو الجنوب الغربي.
مناسبة بناء المسجد
لقد وردت المناسبة التاريخية لبناء هذا المسجد، وردت فيما ذكره الشيخ عبد الحميد العباسي في كتابه "عمدة الأخبار"، نقلاً عن السيد السمهودي ـ رحمهما الله ـ قال: قد أحدث في قبلي مسجد المصلى "أي مسجد الغمامة". مما يلي الغرب مسجدان، أحدثهما شمس الدين محمد بن أحمد السلاوي، وذلك بعد 850 هجرية، الأول منها على شفير وادي بطحان على عدوته الشرقية، والمسجد الثاني بعده من جهة القبلة على رابية مرتفعة من الوادي أيضاً غربية في مقابلة المطرية.
وكان موضعه في تلك الرابية مكاناً يطبخ فيه الآجر, ويضيف السيد السمهودي: وإنما نبهت على ذلك لئلا يتقادم بهما العهد، فيظن أن أحدهما مسجد بني زريق، انتهى كلام السيد السمهودي ـ رحمه الله ـ.
ويذكر الشيخ عبد الحميد العباسي: المسجد الأول منهما يعرف عند العامة بمسجد بلال ـ رضي الله عنه ـ، والثاني في قبلة الأول، وهو المسمى عند العامة بمسجد عمر ـ عليه رضوان الله، ومن رواية السيد السمهودي وقد عاش في أول القرن العاشر الهجري، ورواية الشيخ عبد الحميد العباسي وقد عاش بعد هذه الفترة، يتضح أن مسجد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بني بعد سنة 850 من الهجرة، أي منذ ما يزيد على خمسة قرون ويحتمل أن يكون الخليفة الثاني ـ رضي الله عنه ـ صلى بموضعه أحد الأعياد، وكان طبيعياً أن تجرى له عدة عمارات، عبر هذه المدة الزمنية الطويلة، وأبرزها عمارته الحالية.
ويطالع رواد المسجد لافتة مكتوبا فيها، عمر في سنة 1254 هجرية، ويصادف هذا التاريخ حكم السلطان محمود العثماني، ومسجد عمر بن الخطاب ـ عليه رضوان الله ـ باقٍ على هذه العمارة، والبناء على نسق مسجد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ.
عمارته الحالية
ويتكون مسجد الخليفة الثاني لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، من رواقين، أولهما مما يلي مدخل المسجد مباشرة، وهو ردهة مكشوفة طولها نحو عشرة أمتار، وعرضها بعرض المسجد وتوجد منارة المسجد بالركن الشمالي الغربي من هذه الردهة.
والقسم الثاني من المسجد، يتكون من بيت الصلاة، طول ضلعه من داخل المسجد ثمانية أمتار، وسقف بيت الصلاة يتكون من قبة كبيرة، مقامة على أكتاف أربعة، فوق كل كتف زاويتان تحملان عنق القبة، وبأعلى القبة زخرف ملون تتوسطه آيات من القرآن الكريم، وارتفاع القبة نحو 12 متراً.
ومحراب المسجد يتوسط جداره الجنوبي، ولا يوجد منبر للمسجد، ومنارة المسجد في الركن الشمالي الغربي، مبنية فوق قاعدة منفصلة عن الرواق الداخلي للمسجد، وارتفاع المنارة نحو 15 متراً، وللمنارة شرفة واحدة.