إصلاح التلف !
تعتبر المدرسة الداعم الرئيسي لتربية الوالدين، والمكان الأول الذي يتمرّن فيه الأفراد على تكوين سلسلة علاقاتهم الاجتماعية والمهارات اللازمة لنجاحها.
لكنّها أيضاً مسرح كبير يتعلم منه الطفل سلوكيات أخرى تؤثر سلبياً فيه، قد يلتقطها من أقرانه أو من هم في صفوف أعلى. كما يتسرب إليه التأثير من معلميه بقصد أو دون قصد.
لذلك يشتكي كثير من الآباء من التحولات التي تطرأ على أطفالهم بعد التحاقهم بالمدرسة وكيف أنّ بعضهم يجنح للانطواء بسبب ما يتعرض له هناك، أو يلتقط العنف ويبدأ في تفريغه على أسرته. من جهة أخرى، شريحة أخرى من الأطفال لا تقنع بسهولة بسلطة المعلّم وضرورة احترام رأيه وأوامره، إما بسبب كمّ التدليل الذي خضع لها الطفل قبل المدرسة أو بسبب مشكلات أخرى كالعناد المفرط ونقص الانتباه.
هذا الأمر طبيعي وغير مستغرب فالمرحلة الانتقالية التي يمرّ بها الطلاب معقدة في ذاتها فكيف إذا تداخلت وعمليات أخرى، والطفل الذي لم يلتحق برياض الأطفال مثلاً سيكون عرضة لمشكلات أكبر بسبب خروجه مباشرة من المنزل إلى غرفة الصف.
المعلمون والإدارات المدرسية لا يدخرون جهدا في علاج ذلك، لكنّ عدد الأطفال قد يكون كبيراً مقارنة بالمتفرغين لدراسة تغير سلوكهم.
هنا يأتي دور الأسرة الداعمة للعملية التربوية مجدداً ، فالوالدان إلى جانب تحققهما من تقدم الطفل أكاديمياً ينبغي عليهما مراقبة تقدمه الانفعالي والسلوكي والاجتماعي.
في الأشهر القليلة المقبلة تظهر فرصة سانحة لتهذيب ما طرأ على الطلاب، ودراسة تجربتهم الأولى مع المدرسة في أجواء من المرح والاسترخاء.
إضافة إلى ترسيخ المهارات الجيدة التي تعلمها الطفل كالاستيقاظ باكراً والحفاظ على الوجبات الغذائية الصحيّة.
يُقال أن 28 يوماً كافية لمحو أو اكتساب عادة جديدة، والإجازة الصيفية تمنح المربين أكثر من ذلك!