الأسهم الأمريكية .. المستثمرون قلقون من هشاشة الارتفاع
يقود عدد صغير من شركات التكنولوجيا حصة متزايدة باستمرار من مكاسب سوق الأسهم الأمريكية، ما يثير القلق بين المستثمرين بشأن استمرارية الارتفاع.
ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 8 في المائة حتى الآن في 2023، لكن 80 في المائة من الارتفاع كانت مدفوعة بسبع شركات فقط، حسب بيانات "بلومبيرج". قادت أبل ومايكروسوفت الارتفاع، حيث أسهمتا بما يقارب 40 في المائة من ارتفاع المؤشر بإضافتهما أكثر من 1.1 تريليون دولار من قيمتهما السوقية مجتمعتين.
كان الاتجاه ينمو لعدة أشهر، لكن، الفجوة بين الرقم الصغير للفائزين وبقية السوق توسعت خلال الأسبوع الماضي، حيث ناقضت أرباح التكنولوجيا القوية النتائج المتباينة في القطاعات الأخرى والبيانات الاقتصادية المتشائمة.
قال ستيوارت كايزر، رئيس استراتيجية تداول الأسهم في مجموعة سيتي، إن كثيرا من المستثمرين كانوا يشعرون بقلق متزايد حول هشاشة الارتفاع، لكنهم كانوا غير راغبين في الانسحاب والمخاطرة بتفويت مكاسب أكثر.
"يضع الناس التنويع في الحسبان لأن تفوق أداء التكنولوجيا كان واسعا، لكننا لا نراهم ينسحبون بعد"، كما قال.
استفادت شركات التكنولوجيا الكبرى من الحماس بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع اعتقاد بأن القطاع سيكون معزولا نسبيا عن تباطؤ اقتصادي، وتوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من نهاية دورته لرفع أسعار الفائدة. كما تعيد كثير من صناديق الاستثمار ذات المركز الدائن فقط بناء مراكزها من قاعدة منخفضة بعد بيع أعداد ضخمة من أسهم التكنولوجيا العام الماضي.
كانت "إنفيديا"، التي تصمم الرقائق عالية القدرة الأساسية في طفرة الذكاء الاصطناعي، ثالث أكبر المساهمين في ارتفاع إس آند بي، تتبعها "ميتا" مالكة فيسبوك، التي انتعشت من 2022 الصعب إلى ضعف القيمة حتى الآن هذا العام. يلي ذلك "ألفابيت" مالكة جوجل - مستثمرة كبيرة أخرى في الذكاء الاصطناعي - إلى جانب أمازون وتسلا.
حققت الأسهم ما متوسطه 44 في المائة حتى الآن هذا العام، مقارنة بنسبة ارتفاع بلغت 2 في المائة في إس آند بي 500 متساوي الوزن.
سيطرت المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية على المعنويات حول السوق الأوسع. الشركات في المؤشر القياسي في طريقها للإبلاغ عن انخفاض أرباحها في الربع الثاني على التوالي، وأظهرت البيانات الصادرة هذا الأسبوع تباطؤ النمو الاقتصادي بشكل كبير في الربع الأول، إلى معدل سنوي قدره 1.1 في المائة.
"نحن نفهم لم أدت الأصول الخطرة أداء أفضل أثناء الشتاء"، كما قالت في مقابلة سونجا لاود، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة ليجال آند جينيرال إنفستمنت مانجمنت "إل جي أي إم". بدأ التضخم الأمريكي التراجع في نهاية العام، بعد ذلك عندما بدأ 2023، تفادت أوروبا أزمة الطاقة وخرجت الصين من عمليات إغلاق سياسة صفر كوفيد.
قالت لاود، "كان ذلك يعني أن بداية العام كانت أفضل بكثير. لكن لا يوجد دليل منذ السبعينيات على أن دورات رفع أسعار الفائدة، خاصة كشدة تلك التي شهدناها، لن تؤدي إلى ركود، أو أزمة مالية، أو كلاهما. فلم قد يكون هذا مختلفا؟".
أدى ذلك إلى تجنب "إل جي أي إم" الأصول الخطرة في الأسهم والائتمان، والميل أكثر ناحية السندات الحكومية. قالت لاود إن الشركة قد طلبت من كل مديري صناديقها تفتيش محافظهم بحثا عن الروابط الضعيفة التي قد تعاني إذا اشتد التباطؤ الحالي.
هذا الموقف الحذر معتاد بين مديري الأموال الكبار. قال كايزر من سيتي، "تستطيع كسب كثير من العوائد بالاحتفاظ بالمال نقدا بحيث يكون الحد الأدنى للعائد أو حد وضع الأموال في الأسهم مرتفعا للغاية".
بدأت الأسواق تفقد بعض زخمها بالفعل. طوال نيسان (أبريل)، كسب إس آند بي 1 في المائة أو أكثر في اليوم مرتين فقط - رقم التقلص تدريجيا من ستة أيام في كانون الثاني (يناير). أضاف المؤشر 1.5 في المائة للشهر، ثاني أسوأ شهر في العام حتى الآن.
مع اعتماد قدر كبير من القوة على عدد صغير من الشركات، فإن أي أخبار سيئة لقطاع التكنولوجيا - كأن يقرر الاحتياطي الفيدرالي استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لمدة أطول مما يتوقع المستثمرين - قد يكون لها أثر غير متناسب.
لكن لا يزال بعض يأمل أن بقية السوق ستتمكن من البدء باللحاق بالفائزين، بدلا من العكس.
"حالما تكون لديك قراءات متطرفة مثل القيادة في عدد قليل من الأسهم فذلك يشير إلى حقيقة أن الأمور سيئة للغاية بالفعل (...) إنها إشارة في الأغلب إلى أن السوق قد بلغت أدنى مستوياتها"، حسبما قالت دينيس تشيزوم، مديرة استراتيجية السوق الكمية في شركة فيديليتي.
"أفهم الانحياز السلوكي للأشخاص الذين ينتظرون بشكل حدسي آخر الأحداث التي لا مفر منها، لكن البيانات لا تدعم ذلك عندما تنظر إلى تاريخ الأسهم".