المهارات الخضراء في اليوم العالمي للشباب

بالأمس القريب، بالتحديد في 12 أغسطس، احتفى الشباب باليوم العالمي للشباب، وفي هذا العام اختارت الأمم المتحدة تسليط الأضواء على موضوع "المهارات الخضراء للشباب: نحو عالم مستدام".
وبوجه عام، يهدف تحديد هذا اليوم إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى قضايا الشباب والتحديات التي تواجههم، وأقر هذا اليوم لأول مرة في 1999.
يهدف اختيار موضوع المهارات الخضراء لهذا العام، إلى تعزيز التحول الأخضر في العالم نحو عالم مستدام من الناحية البيئية، خاصة التغير المناخي، وذلك استجابة لأزمة المناخ العالمية، وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة SDGs. ويتطلب هذا التحول تنمية المهارات الخضراء لدى السكان.
ويقصد بالمهارات الخضراء تلك المعرفة والقدرات والقيم والمواقف اللازمة للعيش في مجتمع مستدام وفعال يتسم بالكفاءة في استهلاك الموارد، وتشمل المعرفة والمهارات التقنية التي تمكن من الاستخدام الفعال للتقنيات والعمليات الخضراء في البيئات المهنية، لتسهيل القرارات المستدامة بيئيا في العمل والحياة. وينظر البعض إلى هذه المهارات بأنها مهارات المستقبل، وهي كذلك بالفعل، وعلى الرغم من أهمية المهارات الخضراء لجميع الناس في الأعمار المختلفة، فإنها أكثر أهمية للشباب لأنهم عدة المستقبل، ويمكنهم الإسهام في التحول الأخضر لفترة زمنية أطول من الفئات الأخرى. وفي هذا الخصوص، تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن نحو 70 في المائة من الشباب يرغبون في المشاركة في التحول الأخضر، تحسبا للتوقعات بتغير الفرص الاقتصادية مع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، لكن 60 في المائة منهم يفتقرون للمهارات اللازمة، لأن كثيرا منهم لا يمتلكون المهارات التقنية لعدم توافر الإمكانات المادية المطلوبة للحصول على هذه المهارات.
ولا شك أن الشباب يمكن أن يكونوا قوة إيجابية تدعم التنمية عندما يتم تزويدهم بالمعرفة والمهارات ومنحهم فرص النمو والازدهار.
جدير بالذكر أن عدد الشباب في العالم يفوق 1.2 مليار شاب تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، بحسب تصنيف الأمم المتحدة للشباب، وهذه الفئة تمثل نحو 16 في المائة من سكان العالم.
لكن هذه الإحصاءات ستتغير بحلول 2030، فمن المتوقع أن يصل عدد الشباب إلى 1.3 مليار شاب وشابة. علاوة على ذلك، فإن نصف سكان كوكبنا الأزرق يبلغون من العمر 30 عاما أو أقل، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 57 في المائة بحلول عام 2030.
وتشير نتائج مسح أممي إلى أن أكثر من ثلثي "69 في المائة" الأشخاص في جميع الفئات العمرية يتفقون على أن منح مزيد من الفرص للشباب ليكون لهم رأي في تطوير وتغيير السياسات من شأنه أن يجعل الأنظمة السياسية في وضع أفضل.
بناء عليه، يواجه الشباب في العالم كثيرا من التحديات المتفاوتة من دولة لأخرى، وفي مقدمتها عدم الحصول على فرص تعليمية جيدة، ثم تأثير الأقران إلى جانب تأثير وسائل التواصل الاجتماعية والألعاب الإلكترونية والعولمة التي حولت العالم إلى قرية كبيرة، ما ينعكس على ضعف القراءة والتفاعل الأسري وربما فقدان الهوية الدينية أو تبني تحولات شخصية سلبية، إضافة إلى الإصابة بالاكتئاب، وغياب القدوات، والتنمر، والفقر، وكذلك عدم توافر فرص العمل، إضافة إلى السمنة والعادات الغذائية السيئة، وعشق الماديات.
وأخيرا، في ضوء التغيرات التقنية المتسارعة في جميع مناحي حياة الشباب، خاصة في التعليم والترفيه والعلاقات الاجتماعية، أصبح من الضروري تطوير استراتيجيات الشباب والبرامج الخاصة بهم لتواكب القفزات التقنية الهائلة والاندماج الثقافي العالمي بما فيه من سلبيات وإيجابيات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي