حماس وفتح والشؤون الاجتماعية!
يبدو أن مسؤولي تقنية المعلومات في وزارة الشؤون الاجتماعية – إن كان لهم وجود فعلاً - وصلتهم معلومة من مصادر مجهولة تفيد بأن حكومة الوحدة الفلسطينية التي تأسست عام 2007 وانتقلت إلى رحمة الله لاحقاً ليست سوى جمعية خيرية سعودية تابعة للوزارة, وآمل ألاّ يستغرب أحد من ذلك فقد كشفت صحيفة الرياض في عددها الصادر أمس عن تصدر خبر «تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية» أخبار الوزارة في موقعها الإلكتروني, وهو ما دعاني لزيارة الموقع للتأكد من ذلك ومحاولة استنتاج الأسباب الحقيقية التي أدخلت إسماعيل هنية وجماعته في ظل الوزارة.. فعلت ذلك وأنا أضع يدي على قلبي خوفاً من أن يكون إخوتنا في الحكومة المرحومة يمثلون شريحة لا يمكن الاستهانة بها من مستفيدي الضمان الاجتماعي في السعودية, أو أن حكومتهم كانت تستفيد بشكل مباشر رغم تمزقها من إعانات الوزارة المخصصة للجمعيات الخيرية, لكنني رفعت يدي عن قلبي وتنفست الصعداء عندما شاهدت تاريخ إضافة الخبر الذي يعود إلى الأشهر الأولى من عام 2007م هذا بالرغم من أنه آخر خبر نُشر في القسم المعنون بـ»أخبار وزارة الشؤون الاجتماعية», بينما الخبر الذي يسبقه مباشرة ويتحدث عن مكافحة التسول في المملكة تمت إضافته في عام 2006م أي أن نشر أخبار الوزارة في هذا القسم يتم بمعدل خبر كل سنة وهو أمر يبشر بقفزة جيدة للوزارة في التعاطي مع تكنولوجيا العصر خلال الخمسين سنة القادمة !
أجزم بأن القارئ ليس بحاجة لقراءة مزيد عن الأشياء الغريبة في الموقع المعني فـ «الجواب باين من عنوانه», ويمكن لمن شاء زيارته والاستمتاع بساعات من الدهشة يزجي بها صيامه في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل –إن لم يطرأ عليه طارئ- لكن دعونا نسأل السادة المسؤولين في موقع الوزارة عن إن كانوا قد سمعوا بمشروع الحكومة الإلكترونية, وبرنامج «يسر» وعن إن كانت لديهم أي فكرة عن الانطباع الذي سيأخذه الزائر الأجنبي لموقعهم عن المملكة العربية السعودية ووزاراتها؟ إن المواقع الإلكترونية الخاصة بالوزارات والدوائر الحكومية ياسادة تمثل واجهة المملكة عند متصفحي النت في جميع أنحاء العالم, وهو ما يعني أن أي وزارة أو دائرة حكومية تطلق موقعاً على شبكة الإنترنت يجب أن تكون على قدر عالٍ من المسؤولية, وأن تدرك جيداً أن تهالك موقعها أو تضمنه معلومات مغلوطة أومضحكة بجانب عدم قدرته على تقديم الخدمات التي يفترض به تقديمها أمر يسيء للمملكة وشعبها أمام بقية شعوب العالم.. فالمسألة ليست مجرد موقع والسلام.. فلا بد أن تخصص كل وزارة ودائرة حكومية ميزانية خاصة لموقعها على الشبكة العالمية بشكل يهدف إلى تقديم خدماتها بالشكل المطلوب ويعكس الصورة الحقيقية للمملكة بشكل مشرف, فالقضية بالغة الجدية وأتمنى أن تدرك ذلك وزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها.
قبل نحو عامين استنفرت الجامعات السعودية لتطوير بواباتها الإلكترونية بعد أن فوجئت بأن تقييمها عالمياً مرتبط بمواقعها على الشبكة ولا يمكننا نسيان تلك الصفعة المؤلمة التي وجهها لتعليمنا التقييم العالمي للجامعات ودار بسببها جدل كبير في مجلس الشورى آنذاك بعد أن جاءت أفضل الجامعات السعودية في المرتبة 2998 من أصل 3000 جامعة، فضلا عن عدم استحقاقها لأي مرتبة في استفتاء أجري عن أفضل 500 جامعة في العالم.. هل نسيتم ذلك؟!