الزكاة تدعم الاقتصاد والناتج المحلي

في ندوة قيمة أقامتها هيئة الزكاة والضريبة والدخل تحدثت بشكل رئيسي عن الزكاة في الأسهم والعقار والصكوك الإسلامية وكان النقاش ثريا بين نخبة من العلماء البارزين في السعودية، إضافة الى نخبة من الباحثين المميزين في مجال المعاملات المالية خصوصا المعاصرة منها وأبرزت الندوة أن مسائل الزكاة ودراستها ما زالت من الأهمية بمكان وأنها ليست من القضايا التي انتهى فيها الاجتهاد ومسائلها محدودة بل فيها قضايا متجددة ولها أثر كبير في الاقتصاد وهي أداة مهمة لتنشيط الاقتصاد حيث إنها مال ينتقل من فئة غنية تستخدم هذا المال في التجارة والاستثمار والادخار إلى فئة فقيرة جدا ستستخدم هذا المال فورا في الاستهلاك باعتبار الحاجة الملحة لديها، ومع التطورات التي تشهدها المجتمعات أصبحت حاجة هذه الفئة لا تقتصر على الطعام والشراب واللباس والسكن بل التعليم والصحة ووسائل التقنية التي أصبحت ضرورة وحاجة يتطلبها العيش بصورة طبيعية خصوصا في مجتمع متقدم ومتطور كما هي الحال في السعودية.
من الأطروحات التي وردت في الندوة أن مسالة الزكاة قد تؤثر في خيارات بعض المستثمرين حيث إن إلزام البعض بالزكاة في أدوات مثل الصكوك قد يحد من جاذبيتها باعتبار أن العائد عليها ضعيف مقارنة بخيارات أخرى، كما أن البعض يطرح رأيا يميل فيه إلى تخفيف الزكاة على الديون المؤجلة ولا شك أن هذه الآراء في الجانب الفقهي منها هي محل نقاش لن ينتهي وقد يستمر فيه تباين الآراء الفقهية كما حصل بين الفقهاء السابقين، كما يمكن أن تؤثر في خيارات البعض الاستثمارية.
أما بالنظر إلى الجانب الاقتصادي فإن الزكاة وجبايتها بالعدل ودفعها إلى الفقراء بشكل رئيسي إضافة الى الفئات الأخرى التي وردت في أصناف مستحقي الزكاة فلا شك أنها إحدى الأدوات التي تنشط الاقتصاد ويستفيد منها الغني ماديا أكثر من الفقير الذي سينفقها فورا، كما أنها من الأدوات التي تنشط الاقتصاد وتوجد توازنا بين فئات المجتمع خصوصا مع ارتفاع تكلفة المعيشة ودخول التضخم طرفا في التأثير على الفئات متوسطة الدخل، كما أن تطور البرامج الخاصة بجباية الزكاة وصرفها في السعودية جعلها فاعلة بصورة أكبر بناء مجتمع متوازن بصورة أكبر في ظروفه المعيشية في برامج مثل جود الإسكان وحساب المواطن والضمان الاجتماعي وغيرها من البرامج وتفعيل التقنية بما يحقق إدارة أمثل لهذه الشعيرة.
أما الغني الذي يلتزم بأداء الزكاة بل يخصص جزءا من ماله في الصدقة وأعمال الخير وهذا معتاد من شريحة واسعة في السعودية، فإن إخراج المال في صورة زكاة وهي الركن الثالث من أركان الإسلام أفضل بكثير من عموم الصدقة ولذلك إن وجبت عليه زكاة إضافية فهذا سبب في أجر وفير له، أما فيما يتعلق بتدفق الاستثمار على بعض الأدوات فإن كثيرا من الدول ذات الاقتصادات الكبرى لديها ضرائب هائلة ومع ذلك فإن اقتصادها نشط ويستمر في النمو باعتبار أن أهم عنصر يوضح حالة الاقتصاد هو حجم الناتج المحلي الذي يبين ما ينفق داخل الاقتصاد والزكاة أثرها إيجابي في الناتج المحلي باعتبار أن كل مبلغ سيدفع في الزكاة فإنه عادة سينفق داخل الاقتصاد.
الخلاصة: الزكاة إحدى الأدوات التي لها دور في تنشيط الاقتصاد، حيث إنها عادة ستنفق مباشرة في السوق المحلية على أساس أنها تدفع لفئة محتاجة، وهي سبب لأجر أكبر للغني لأن الزكاة الواجبة أفضل بكثير من الصدقة.            
 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي