الأولمبياد ترسخ تأثيرها في أركان اقتصاد فرنسا .. سترفع النمو 0.5 %
من المتوقع أن يعزز أولمبياد باريس 2024 الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا في الربع الثالث بـ 0.3 نقطة مئوية، ما يرفع معدل النمو خلال الفترة إلى 0.5 %.
وذكر المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية، أن مبيعات التذاكر وإيرادات البث المرئي والمسموع لها تأثير إيجابي مباشر على الأنشطة الاقتصادية الفرنسية في الربع الثالث، في حين سيسهم السياح أيضا، وهم عامل غير مؤكد في "تأثير الألعاب الأولمبية"، في نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وأشارت منظمات بحثية فرنسية إلى أنه من المتوقع أن يعزز أولمبياد باريس الاقتصاد الفرنسي على المدى القريب، لكن الآثار طويلة الأجل لا تزال غير واضحة، فيما ستؤدي الزيادة في أعداد السياح إلى زيادة استخدام وسائل النقل وتعزيز قطاع الفنادق والمطاعم، وفقا للمعهد الوطني الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية.
وقدر مركز القانون والاقتصاد الرياضي في جامعة ليموج أن التأثير الاقتصادي للألعاب الأولمبية على منطقة إيل دو فرانس ما بين 6.7 و 11.1 مليار يورو، بمتوسط يبلغ نحو 9 مليارات يورو، بين 2018 عندما بدأت الاستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، و 2034 بعد عقد من الحدث، فيما سيأتي 70 % من ذلك المبلغ من البناء وتنظيم الحدث، و 30 % من السياحة.
ويقدر المركز وفقا لـ "شيبخوا" أن 84 % من "تأثير الألعاب الأولمبية" سيظهر خلال مرحلة التحضير والإعداد للألعاب، في حين سيظهر الباقي بعد 10 أعوام من دورة الألعاب، خاصة في قطاع السياحة.
ويعتقد ديدييه أرينو، المدير العام لشركة بروتوريسم للاستشارات والأبحاث السياحية، أن التأثير الإيجابي للألعاب الأولمبية على صناعة السياحة الفرنسية سيستمر لأعوام قادمة، لأن دورة الألعاب "أعطت فرنسا صورة استثنائية".
وتستقبل باريس عادة نحو 12 مليون زائر بين يوليو وأغسطس، في حين يتوقع مكتب السياحة في باريس استقبال 15.3 مليون سائح خلال دورة الألعاب الأولمبية، فيما استقبلت عاصمة الأنوار 650 ألف سائح بين 24 و27 يوليو، بزيادة قدرها 16%، مع ارتفاع عدد الزوار الفرنسيين 17.3 % والزوار الأجانب 14.8 %. وفي ليلة حفل الافتتاح، ارتفع عدد السياح في باريس 34.6 % على أساس سنوي.
قالت كورين مينيجو، مديرة مكتب السياحة في باريس، إن أغسطس عادة شهر هادئ للغاية في باريس، لكنه سيكون "جيدا جدا" هذا العام.
ويتوقع المكتب أن تشهد عطلة نهاية الأسبوع الأولى في أغسطس بلوغ معدلات الإشغال في الفنادق الباريسية إلى ما يقارب 90 %، بينما ستتجاوز معدلات الإشغال في الفنادق الباريسية طوال فترة الألعاب الأولمبية 80 %، بزيادة 20 % عن العام الماضي.
وفي مناطق وسط فال دو لوار وشامبان ونورماندي، الأقرب إلى باريس، يظهر "تأثير الألعاب الأولمبية" بشكل واضح. وفقا للوكالة الرسمية للبلاد "آتو فرانس"، هذه الظاهرة مرتبطة جزئيا بعدد السياح الأجانب الذين يزورون العاصمة.
والواقع أن جميع المدن التي تستضيف فعاليات أولمبية وتوفر مواقع للتدريب تستفيد من "تأثير الألعاب الأولمبية". من المتوقع أن تستقبل مارسيليا، موطن الفعاليات الأولمبية لكرة القدم والإبحار، 825 ألف متفرج خلال دورة الألعاب، بمحصلة اقتصادية تبلغ 179 مليون يورو.
ومن حيث التوظيف، تتوقع اللجنة الأولمبية الدولية أن يستحدث أولمبياد باريس ما مجموعه 181 ألف وظيفة ويدرب 30 ألف شخص على مهارات مهنية، فيما يعتقد متخصصون في الصناعة أن استضافة دورة الألعاب ستعزز بلا شك "القوة الناعمة" لباريس وفرنسا بشكل عام. وعلى حد تعبير مينيجو، "يجب قياس التأثير الإيجابي للألعاب الأولمبية على المدى الطويل".