مترو الرياض .. الاستدامة الخضراء على قضبان حديدية

مترو الرياض .. الاستدامة الخضراء على قضبان حديدية
13% انخفاض متوقع للطلب على الوقود. تصوير: يوسف الدبيسي

يوميا تشهد العاصمة الرياض انبعاثات ناتجة عن 8 ملايين مركبة تملأ طرقها وشوارعها، ما يلوث الهواء ويزيد مستويات الغازات الضارة.

بدءا من 27 نوفمبر، بدأت الرياض عصرا جديدا من الاستدامة البيئية عبر وسائل النقل العامة، بتدشين مشروع "مترو الرياض" وانطلاق أولى رحلات المترو لتكون متاحة أمام المستفيدين.

يعد "مترو الرياض" خطوة نحو تطوير بنية تحتية متقدمة ومستدامة، تهدف إلى تقليل الازدحام المروري، توفير الوقت، وتحسين جودة الهواء في المدينة، كما يعد وسيلة نقل سريعة، فعالة، وآمنة للمواطنين والمقيمين في الرياض.

يقدم المشروع أسعارا رمزية، حيث يمكن للركاب شراء تذكرة رحلة بسعر 4 ريالات فقط، ما يتيح لهم تجربة التنقل بعيدا عن قيادة المركبات الخاصة والاستمتاع بجولة دون ازدحام السيارات.

مترو الرياض .. أسماء المحطات نقاط استثمار للمستقبل

ومن المتوقع أن يسهم المشروع في خفض استهلاك الطاقة بنحو 1.7 مليون لتر من البنزين يوميا، وفقا لتحليل مجلة "أوربان بلانينج آند ترانسبورت ريسيرش".

المجلة تتوقع أن المبادرة ستقلل من رحلات السيارات اليومية بمقدار 250 ألف رحلة يوميا، ما يمثل انخفاضا 13% تقريبا في الطلب على الوقود.

ويسعى المشروع أيضا إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز مبادرات التوعية والكفاءة البيئية لتحقيق نقلة نوعية في حلول التنقل في المدينة.

إنجاز المشروع والتحول إلى وسائل النقل العام إلى خفض استهلاك الطاقة للفرد، حيث يستخدم النقل العام طاقة أقل بأكثر من 10 مرات للشخص الواحد مقارنة بالمركبات الخاصة.

ومن خلال ربطه بشبكة قطار الرياض، يسهم "مترو الرياض" في خفض غازات الاحتباس الحراري والتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة، ما يحسن جودة الحياة لسكان المدينة وزوارها، ويضم المشروع 6 محاور رئيسية تربط مختلف أجزاء المدينة وتقدم خدمات نقل متكاملة.

مترو الرياض .. مواقف مدفوعة متعددة الطوابق تتسع لـ 600 سيارة تنتظر الركاب

وبعد عقد ونصف من التحول بعد إقرار مشروع مترو الرياض 2012 من قبل مجلس الوزراء آنذاك، وفي 2013 تم توقيع عقوده مع 3 ائتلافات عالمية بقيمة إجمالية 84.4 مليار ريال أي ما يعادل ( 22.5 مليار دولار) لتحقيق استدامة قطاع النقل الحضري في العاصمة، من خلال تعزيز مبادرات التوعية والكفاءة البيئية لإحداث نقلة نوعية ترتقي بحلول التنقل في المدينة.

وتستهدف السعودية تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمقدار 278 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويا بحلول 2030، من خلال تحسين خيارات النقل العام.

دراسات تشير إلى أن مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز للنقل العام في مدينة الرياض بشقيه، القطار والحافلات، يستهدف رفع حصة النقل العام في العاصمة من 2% حاليا إلى أكثر من 20% بعد اكتمال المشروع.

وسيسهم المشروع في خفض الرحلات اليومية بالسيارات إلى 2.2 مليون رحلة، والحد من المسافات المقطوعة على شبكة الطرق بأكثر من 30 مليون كيلومترا يوميا، مع توفير أكثر من 800 ألف ساعة مهدرة في الشوارع يوميا.

وتوقعت التقديرات أن ينمو سكان مدينة الرياض من نحو 6 ملايين نسمة حاليا إلى أكثر 8.5 مليون خلال الـ10 سنوات المقبلة، ما يزيد من أهمية مشاريع النقل المستدامة مثل "مترو الرياض" لتحسين جودة الحياة وتوفير بيئة صحية للجميع.

الخلاصة، أن "مترو الرياض" ليس فقط وسيلة نقل جديدة، بل هو خطوة حيوية نحو مستقبل مستدام ومتطور للعاصمة، ويعكس المشروع التزام السعودية بتحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة لسكانها وزوارها، ما يجعل الرياض مدينة رائدة في مجالات النقل والتطوير الحضري.

 

الأكثر قراءة