مؤشرات وول ستريت تتراجع وسط ترقب لتقرير الوظائف
فقدت مؤشرات الأسهم زخمها بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع استعداد متداولي وول ستريت لبيانات الوظائف الرئيسية، والتي ستساعد في تحديد ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة أو يبقيها من دون تغيير في ديسمبر.
انخفضت الأسهم بعد يوم من وصول مؤشر "إس آند بي 500" إلى رقمه القياسي السادس والخمسين هذا العام. وكان أداء سندات الخزانة قصيرة الأجل ضعيفاً، حيث وصلت السوق إلى مستويات فنية حرجة. قلصت عملة "بتكوين" ارتفاعاً دفع الأصول الرقمية في وقت سابق إلى تجاوز عتبة 100000 دولار، بدعم من اختيار الرئيس المنتخب دونالد ترمب لمؤيد للعملات المشفرة، ليكون الرئيس القادم للهيئة التنظيمية للأوراق المالية والبورصات الأميركية.
في الفترة التي تسبق تقرير الوظائف، أظهرت البيانات ارتفاع طلبات إعانة البطالة إلى أعلى مستوى لها في شهر واحد خلال أسبوع تضمن عطلة عيد الشكر.
ويقدر خبراء الاقتصاد أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت بنحو 220 ألف وظيفة في نوفمبر، بعدما خفض إعصاران وإضراب انتهى الآن، أرقام أكتوبر. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة من دون تغيير عند 4.1%.
سوق العمل تواجه رياحاً معاكسة
قال كريس لاركين من "إي ترايد" التابع لـ"مورغان ستانلي": "سنحصل على صورة أكثر اكتمالاً من تقرير الوظائف الشهري غداً، ولكن في الوقت الحالي، لا يزال المشهد يوحي بأن سوق العمل تواجه رياحاً معاكسة أحياناً، ولكنها تتجنب الانهيار".
انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2%، ومؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.3%، و"داو جونز" الصناعي بنسبة 0.6%. كما نزل مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة، بنسبة 1.3%.
وفي الشركات، انخفضت أسهم شركة "ابلايد ماتيريالز" (Applied Materials Inc) بعد خفض أحد المحللين لتصنيف السهم، في حين ارتفعت أسهم شركة "تسلا" مع رفع "بنك أوف أميركا" توقعاته لسعر السهم. وارتفعت أسهم "الميم" مثل "غايم ستوب" (GameStop Corp) و"إيه أم سي إنترتايمنت هولدينغز" (AMC Entertainment Holdings Inc) بعد منشور غامض من كيث غيل على منصة "إكس"، الشخصية المعروفة على الإنترنت باسم "رورينغ كيتي" (Roaring Kitty).
لم يتغير عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات كثيراً عند 4.18%. وأظهرت تداولات المبادلات أن الاحتمالات الضمنية لخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الشهر تبلغ حوالي 65%.
وانخفض مقياس مخاطر السندات الفرنسية، وسط آمال في أن يتوصل المشرعون إلى اتفاق بشأن ميزانية العام المقبل في وقت أقرب مما توقعه العديد من المستثمرين.
نزلت أسعار النفط قليلاً في جلسة متقلبة، بعد أن أرجأ "أوبك+" إعادة بعض الإنتاج إلى السوق لثلاثة أشهر، لكن التحالف لا يزال يخطط لإضافة بعض الإنتاج إلى السوق العام المقبل، في وقت يتوقع أن يكون المعروض فائضاً.
ترجيح لخفض في أسعار الفائدة
أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرتش" (22V Research)، أن 45% من المستثمرين يعتقدون أن بيانات الوظائف الأميركية يوم الجمعة، ستؤدي إلى ردة فعل "مختلطة"، في حين قال 32% منهم أن ردة الفعل ستكون "بعيدة عن المخاطرة"، في حين يرى 23% منهم أن السوق ستكون "مستعدة للمخاطرة"، بناء على النتائج.
قال دينيس ديبوشير من شركة "22 في"، إن "المستثمرين يولون أكبر قدر من الاهتمام لبيانات الرواتب مرة أخرى، لكن الاهتمام ببيانات الأجور كان في ازدياد". وأضاف: "نعتقد أن التضخم في الخدمات قد استقر عند مستويات أعلى من الوتيرة المتناسقة مع وصول الاحتياطي الفيدرالي لهدف التضخم عند 2% بمرور الوقت". وتابع: "قد يشير هذا إلى ضغوط تضخمية في سوق العمل، مما يجعل مراقبة بيانات الأجور أكثر أهمية".
تشير المؤشرات الرئيسية إلى قراءة متوقعة تقريباً في تقرير الرواتب، مع احتمال نمو في الوظائف ضمن نطاق يتراوح بين 180 ألف وظيفة و240 ألفاً، مع التشديد على وجود حالة من عدم اليقين بالنظر إلى الأوضاع العالمية الحالية، وفق ماثيو ويلر من "فوركس دوت كوم" (Forex.com) و"سيتي إندكس" (City Index).
وأشار ويلر إلى أن "خفض أسعار الفائدة أصبح أمراً محتملاً إلى حد كبير في هذه المرحلة، وقد تميل المخاطر قليلاً نحو انتعاش الدولار، إذا جدد تقرير الوظائف احتمالات لجوء الفيدرالي إلى الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير في ديسمبر. ورغم ذلك فإن أي تحركات في السوق قد تكون محدودة، لأن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية يعتمد على توقيت وقف خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، وليس ما إذا كان سيفعل ذلك أم لا".