10 آلاف سائح سعودي يزورون جنوب إفريقيا سنويا.. و«المونديال» سيبرز إمكاناتها السياحية
أوضح محمد العلي سفير المملكة في جنوب إفريقيا، عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع جنوب إفريقيا، مؤكدا محافظة المملكة على المرتبة الرابعة في قائمة الشركاء التجاريين لجنوب إفريقيا من حيث الوارد في عامي 2008 و2009.
وأكد العلي نمو إجمالي صادرات جنوب إفريقيا إلى المملكة عام 2008 لأكثر من 1.38 مليار ريال، أما إجمالي واردات المملكة إلى جنوب إفريقيا في الفترة نفسها فقد بلغ أكثر من 23.6 مليار ريال.
وكشف سفير خادم الحرمين الشريفين في جنوب إفريقيا خلال الحوار الذي أجرته معه «الاقتصادية»، عن بدء السفارة في إعداد الخطط لاستقبال المشجعين السعوديين لبطولة كأس العالم، لافتا إلى تجهيز فريق من السفارة لتقديم جميع الخدمات والتسهيلات وإعطاء الرعايا التعليمات المهمة في هذا الشأن.
وتندرج تحت تمثيل محمد العلي الدبلوماسي أربع دول غير دولة جنوب إفريقيا وهي موريشيوس، مدغشقر، بتسوانا، وناميبيا. وأكد العلي وجود مفاوضات حالياً حول عدد من الاتفاقيات ومشاريع التعاون بين المملكة وبعض من تلك الدول. وقال: «أعتقد أن اكتمال تلك الاتفاقيات سيسهم بصورة إيجابية في تطوير علاقات المملكة الثنائية مع تلك الدول».
وحول الهاجس الأمني في جنوب إفريقيا وتأثيره في السياحة، أوضح العلي أن حكومة جنوب إفريقيا حققت نجاحات كبيرة وظهر تحسن أمني كبير في الآونة الأخيرة، مؤكدا عدم تسجيل أي حادثة للرعايا السعوديين.. إلى التفاصيل:
بداية لو تحدثنا عن جنوب إفريقيا وأهميتها؟
جنوب إفريقيا دولة محورية وبوابة الجنوب الإفريقي، ولا يخفى أن جنوب إفريقيا عانت منذ سنوات نظام الفصل العنصري مما جعلها في عزلة عن المحيط الإفريقي والدولي وتم إنهاء الفصل العنصري في بداية التسعينيات من عام 1994، ثم شارك المواطنون الأصليون في حكومتها وانفتحت على العالم عبر علاقات دبلوماسية مع الكثير من الدول ومنها المملكة التي أقامت تمثيلا دائما على مستوى سفير أعقب ذلك نمو ملحوظ على مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
ما الدول التي تندرج تحت تمثيلكم الدبلوماسي غير دولة جنوب إفريقيا، وكيف تتعاملون معها؟
إن سفارة خادم الحرمين الشريفين في بريتوريا هي السفارة الوحيدة تقريباً للمملكة في الجنوب الإفريقي وأقوم من الناحية الدبلوماسية بتمثيل المملكة في كل من دول موريشيوس ومدغشقر وبتسوانا وناميبيا، وأعتقد أن هنالك علاقات جيدة مع تلك الدول المذكورة إلا أننا نسعى لتعزيز تلك العلاقات ورفعها لمستوى أعلى، حيث إننا نتطلع لأن تصبح علاقات المملكة مع تلك الدول أكثر فعالية، وفي الإطار لا بد من الإشارة إلى أن هنالك مفاوضات تجري حالياً حول عدد من الاتفاقيات ومشاريع التعاون بين المملكة وبعض من هذه الدول وأعتقد أن اكتمال تلك الاتفاقيات سيسهم بصورة إيجابية في تطوير علاقات المملكة الثنائية مع تلك الدول.
كم عدد الرعايا السعوديين في جنوب إفريقيا؟
إن عدد الرعايا السعوديين في جنوب إفريقيا محدود مقارنة بغيرها من الدول الأخرى، حيث يصل العدد الكلي المسجل وفقاً للسجلات القنصلية نحو 100 مواطن سعودي، بينما هناك نحو عشرة آلاف سائح سعودي يزورون جنوب إفريقيا سنوياً، إلا أنني أعتقد أن استضافة جنوب إفريقيا لمنافسات كأس العالم لكرة القدم في عام 2010م ستلفت الأنظار إليها كدولة ذات إمكانية سياحية زاخرة، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى زيادة عدد الرعايا السعوديين.
#2#
لو تسلط الضوء على العلاقات السعودية الجنوب الإفريقية من الناحية الاقتصادية؟
فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فإن الميزان التجاري يصب في مصلحة المملكة نظراً لصادرات المملكة من النفط، وقد حافظت المملكة حسب إحصائيات وزارة التجارة والصناعة الجنوب إفريقية في أن تحتل المرتبة الرابعة في قائمة الشركاء التجاريين لجنوب إفريقيا من حيث الوارد في عامي 2008 و2009، بينما قفز ترتيب المملكة هذا العام في قائمة الشركاء التجاريين لجنوب إفريقيا من حيث الصادر (صادرات جنوب إفريقيا للمملكة) من المرتبة 38 في عام 2008 إلى المرتبة 36 في عام 2009، وعلى صعيد دول الشرق الأوسط تعتبر المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الأول لجمهورية جنوب إفريقيا في عامي 2008م و2009 من حيث الوارد متفوقة بذلك على كل من إيران والإمارات واليمن التي تأتي في المراتب الثانية والثالثة والرابعة بالترتيب، ومن حيث الصادرات الجنوب إفريقية لدول منطقة الشرق الأوسط لعام 2009م فقد احتلت المملكة المرتبة الثالثة.
وفي الوقت الراهن كل من المملكة وجنوب إفريقيا تسعى لتنويع اقتصادياتهما خصوصاً أن كلتا الدولتين تعتبران قوى إقليمية مؤثرة، وأن المصلحة تقتضي الابتعاد عن الاعتماد على سلعة واحدة في التبادل التجاري.
كم يقدر حجم الواردات والصادرات السعودية من وإلى جنوب إفريقيا خلال الأعوام الماضية، وهل هي في ازدياد؟
في الحقيقة أن إجمالي صادرات جنوب إفريقيا للمملكة قد بلغ في عام 2008م أكثر من 2.7 مليار راند (1.38 مليار ريال)، أما إجمالي واردات المملكة إلى جنوب إفريقيا في الفترة نفسها فقد بلغ أكثر من 45.9 مليار راند (23.6 مليار ريال) إذا مع الوضع في الاعتبار أن سعر صرف الراند مقابل الدولار يراوح بين 7.5 و8 راند.
كيف ترون دور مجالس الغرف في تعزيز التعاون الاقتصادي مع جنوب إفريقيا؟
بالتأكيد أن للغرف التجارية دورا مهما في تطوير العلاقات الاقتصادية بين الدول، لذا فإننا نسعى دوماً إلى تشجيع العلاقات ما بين الغرف التجارية السعودية والجنوب إفريقية، وأعتقد أن هنالك تعاوناً طيباً فيما بين تلك الغرف إلا أننا نطمح إلى رفعه لمستوى أعلى.
وتم توقيع العديد من الاتفاقيات وهناك اتفاقيات في طور الإعداد والانتهاء من إجراءاتها القانونية، ونتطلع في نهاية العام إلى إنجاز كثير من الاتفاقيات.
ونسعى إلى تشجيع الفعاليات الاقتصادية بزيادة الاستثمار في المملكة، لوجود الاقتصاد الكبير ونعمل مع هيئة الاستثمار ومجلس الغرف التجاري لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الجنوب إفريقية إلى المملكة.
#3#
من الناحية العلمية الأكاديمية، كيف ترون التعاون العلمي والأكاديمي بين البلدين؟
أعتقد أن هنالك مستقبلا واعدا للتعاون العلمي الأكاديمي بين المملكة وجنوب إفريقيا، خصوصاً أن هناك بعض الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في هذا الخصوص من بينها اتفاقية بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا ومجلس الأبحاث العلمية والصناعية الجنوب إفريقي، وفي ضوء تلك الاتفاقية شهدت تلك المؤسستان تعاوناً ملموساً وتبادلا للخبرات والبرامج التدريبية، كما توجد أيضاً بعض الاتفاقيات الثنائية بين جامعات جنوب إفريقية وسعودية، فضلاً عن ذلك فقد أثيرت خلال اجتماعات الدورة الثالثة للجنة الثنائية السعودية الجنوب إفريقية المشتركة التي عقدت في شباط (فبراير) الماضي القضايا المتعلقة بالمنح الدراسية وفرص الدراسة الجامعية وتم الاتفاق على أهمية تفعيلها بالشكل المناسب، لذا فإنني متفائل للغاية بمستقبل التعاون بين البلدين في المجال العلمي والأكاديمي.
الهاجس الأمني دائما يكون حاضرا عند كثير من السياح في جنوب إفريقيا، كيف تتعاملون معه؟
اتخذت الحكومة الجنوب إفريقية التدابير الأمنية للحد من الجريمة، ولا يخفى عليكم أنه في العام المقبل ستستضيف جنوب إفريقيا بطولة كأس العالم لكرة القدم في صيف 2010، وهذا حدث عالمي كبير، وهناك متطلبات كبيرة لا بد أن تقوم بها جنوب إفريقيا منها الناحية الأمنية والتي حققت فيها نجاحات كبيرة وظهر تحسن أمني كبير، وتهمنا سلامة المواطنين السعوديين المقيمين والوافدين للعمل أو السياحة، والسفارة السعودية حريصة دائما على التأكيد على الرعايا السعوديين بعدم ارتياد الأماكن الخطرة في الأوقات المتأخرة، وبفضل الله لم تسجل أي حالات حادثة أمنية للرعايا في جنوب إفريقيا، ولا شك أن الأمن هاجس ونتعامل معه, وهناك تحسن كبير، ونتطلع من السلطات الجنوب إفريقية إلى أن تحقق المزيد.
ولدى السفارة خطة لاستقبال المشجعين السعوديين لبطولة كأس العالم، وهناك فريق من السفارة لتقديم جميع الخدمات والتسهيلات وإعطاء الرعايا التعليمات المهمة في هذا الشأن.
ونتطلع إلى مزيد من التطور وتقوية العلاقات بين المملكة وجنوب إفريقيا، كذلك لزيادة السياح السعوديين باعتبارها بلدا سياحيا جميلا ورائعا وشعبه مضياف ومحب للمملكة.
## البطاقة الشخصية:
محمد بن محمود العلي
مواليد عام 1378 هـ .
متزوج وله ثلاثة أبناء.
درس في جامعة الملك سعود وتخصص في العلوم السياسية وتخرج فيها عام 1400هـ.
التحق بالعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية من 1401هـ، وعمل في عديد من الدول منها إيطاليا، مالي، بلجيكا، وسريلانكا.