خادم الحرمين نهض بالمملكة في جميع المجالات.. وأنقرة لم تعد بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي
أكد لـ «الاقتصادية» إبراهيم دانكيلر رئيس المنظمة العالمية التركية للعلاقات الثقافية والاقتصادية وعضو حزب العدالة والتنمية، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، نهض بالمملكة في جميع الأصعدة، حيث وصفه بقائد الإصلاح الذي سعى إلى توثيق الروابط الأخوية بين البلدين، مؤكداً أن الحكومة التركية تكن التقدير والاحترام له، بالنظر إلى عمق المحبة بين تركيا والسعودية، وبالتحديد على مستوى الحكومتين والذي انعكس إيجاباً على تعاون البلدين في جميع المجالات تحديدا الجانب الاقتصادي.
وقال دانكيلر في الحوار الذي أجرته «الاقتصادية» معه في إسطنبول إن مفاوضات بلاده مع الأوروبيين «وصلت إلى نقطة النهاية» وإن» تركيا ليست محتاجة إلى أوروبا، وتستطيع أن تبني نفسها وتعيش من دون الأوروبيين وسنريهم قدرتنا على البناء والتطور وسيتأكدون من ذلك»، مشيراً إلى أن الحكومة تتجه في الوقت الحالي إلى التعاون الوثيق مع الدول الإسلامية وبالأخص الخليجية منها.
وكشف دانكيلر عن تراجع حجم الديون الخارجية المترتبة على تركيا خلال الأعوام السبعة الماضية إلى 50 مليار دولار، بعد أن بلغت نحو 257 مليار دولار عام 2001.
وأوضح دانكيلر أن معظم الشركات التركية أبدت عدم رغبتها في التعاون مع الشركات الإسرائيلية، إضافة إلى تأكيده أن المجتمع التركي لا يرغب في التعاون مع تل أبيب بالنظر إلى الأعمال الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبلهم.
كما قلل من تأثير الأزمة المالية العالمية في اقتصاد بلاده، مؤكداً قدرة أنقرة على مواصلة النمو وتحسين الوضع الاقتصادي، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن إسطنبول تستعد لأن تكون عاصمة أوروبا الاقتصادية عام 2010 بعد اختيارها من قبل الأوروبيين.
lفي ما يلي مزيدا من التفاصيل:
الحديث عن الإنجازات والقدرات والطموحات له طابع خاص وبالذات عندما تكون على صعيد الدولة والمجتمع في شتى النواحي، بل عندما يستعرضها عضو مهم في الحكومة التركية بكل ثقة.. فعندما سألناه عن تعثر انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أجاب بشكل قطعي: «سنكون قوة اقتصادية مهمة، وسنريهم قدرتنا على البناء والتطور في جميع النواحي والمجالات وسيتأكدون من ذلك», وهو في ذلك يقصد بالطبع الأوروبيين.
إبراهيم دانكلر رئيس المنظمة العالمية التركية للعلاقات الثقافية والاقتصادية وعضو حزب العدالة والتنمية من موقعه في إسطنبول ومن مقر عمله في داخل تلك المنظمة أعلنها لـ «الاقتصادية» صريحة وقال إن مفاوضات بلاده مع الأوروبيين «وصلت إلى نقطة النهاية»، وإن تركيا ليست محتاجة إلى أوروبا، وتستطيع أن تبني نفسها وتعيش من دون الأوروبيين، مؤكداً أن الحكومة تتجه في الوقت الحالي إلى التعاون الوثيق مع الدول الإسلامية, وبالأخص الخليجية منها.
دانكلر كشف عن أن حجم الديون الخارجية المترتبة على تركيا تراجع خلال الأعوام السبعة الماضية إلى 50 مليار دولار بعد أن بلغ نحو 257 مليار دولار عام 2001, وهو هنا يشير إلى قدرة حكومة بلاده وحزب العدالة والتنمية على بناء اقتصاد متين ينمو على مر السنين.
#3#
رئيس المنظمة العالمية التركية للعلاقات الثقافية والاقتصادية أوضح في الحوار الذي أجرته معه «الاقتصادية» في إسطنبول عمق المحبة بين تركيا والسعودية، وبالتحديد على مستوى الحكومتين، مؤكدا أن الحكومة التركية تكن التقدير والاحترام لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي سعى إلى توثيق الروابط الأخوية بين البلدين ما انعكس إيجاباً على تعاون البلدين في جميع المجالات, وبالتحديد الجانب الاقتصادي.
إبراهيم دانكلر أشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الرياض وأنقرة بلغ نحو مليار دولار، متوقعاً تضاعف هذا الرقم خلال الأعوام المقبلة بالنظر إلى كون نمو الجانب الاقتصادي ناتجا عن العلاقات السياسية القوية والمميزة بين البلدين، لافتاً إلى أن الحكومة التركية تلقت طلبات من قبل مستثمرين سعوديين يرغبون في إقامة أنشطة اقتصادية جديدة في تركيا خلال الفترة الماضية.
دانكلر تطرق في حديثه إلى علاقات بلاده الاقتصادية مع إسرائيل، مؤكداً أن معظم الشركات التركية أبدت عدم رغبتها في التعاون مع الشركات الإسرائيلية، إضافة إلى تأكيده أن المجتمع التركي لا يرغب في التعاون مع تل أبيب بالنظر إلى الأعمال الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبلهم.
رئيس المنظمة العالمية التركية للعلاقات الثقافية والاقتصادية تحدث عن كثير من الأمور الخاصة بعلاقات بلاده مع الدول الأخرى، وقصة النمو التي عاشتها تركيا خلال الفترة الماضية نوردها في ثنايا هذا الحوار:
#4#
كيف تقيّمون العلاقات التركية ـ السعودية, وبالأخص في الجانب الاقتصادي؟
تربط تركيا والسعودية علاقات تاريخية قديمة تؤطرها المحبة والإخاء، وتلك العلاقات المتينة انعكست إيجاباً على النواحي الاقتصادية التي لاحظنا تطورها وفاعليتها بين الجانبين خلال الفترة الأخيرة، وهناك استثمارات كبيرة قائمة حالياً بين البلدين، ومنذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم زادت الروابط الأخوية بين البلدين وتعمقت بشكل كبير، ولا ننسى أنه قبل كل هذا فإننا نجتمع في ديننا الحنيف وهو الإسلام، وبالتأكيد أنه من خلال تلك العلاقات بين البلدين فإن العمل المشترك سيصبح أقوى خلال الفترة المقبلة، وتركيا تطمح إلى تعاون أكبر مع السعودية.
كيف تنظرون إلى حجم التبادل التجاري بين السعودية وتركيا؟
حجم التبادل التجاري بين البلدين أتوقع أنه بلغ نحو مليار دولار، وأشير هنا إلى أنه من خلال العلاقات القوية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والحكومة التركية فإن حجم التبادل سينمو بشكل كبير، وسيكون هناك تعاون اقتصادي مثمر بين الطرفين، لأن نمو الجانب الاقتصادي ناتج عن العلاقات السياسية القوية والمميزة بين البلدين، التي سيعود أثرها بالنفع على الطرفين.
ماذا عن الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين؟
سبق لتركيا والسعودية أن وقعتا عددا من الاتفاقيات الاقتصادية خلال أعوام مضت، حيث تم قبل عامين في أثناء حضوري إلى المملكة وبالتحديد في الغرفة التجارية الصناعية في جدة انعقاد اجتماع مع مسؤولين في الغرفة، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين الوزراء والمسؤولين في السعودية, منها عقود تجارية تختص بعمل الشركات التركية في المملكة.
ما طبيعة الاستثمارات السعودية في تركيا وما حجمها؟
هناك طلبات كبيرة تلقتها تركيا من قبل مستثمرين سعوديين يرغبون في تملك عقارات، وحتى إقامة مشاريع اقتصادية، وأشير هنا إلى أن الملك عبد الله والرئيس عبد الله غول وقعا اتفاقية يستطيع من خلالها المستثمرون شراء العقارات، كما أن هناك اتفاقيات بين شركات سعودية وتركية لإقامة أنشطة تجارية في تركيا، وبالأخص في مجال المقاولات.
ماذا عن الاستثمارات التركية في السعودية؟
تتركز الاستثمارات التركية في السعودية في مجال المقاولات، ولكن نحن ننتظر صدور قوانين أكثر مرونة للاستثمار في السعودية، والمستثمرون الأتراك يرغبون بالفعل في إقامة أنشطة اقتصادية قوية في السعودية، كما ننتظر صدور قوانين صارمة تحمي الاستثمارات الأجنبية في السعودية، نظراً لكون بعض المستثمرين الأتراك لديهم تجربة تجارية تعثرت نظراً لتعرضها لبعض المعوقات، التي حالت دون حصول الشركة المستثمرة على حقوقها حتى الآن، الأمر الذي تسبب في حدوث صدمة لرجال الأعمال الآخرين في أنقرة.
لكن أؤكد لكم أن العلاقات السياسية بين البلدين, حتى على مستوى الشعبين قوية جداً، لكن ما نتمناه هو تقوية العلاقات التجارية وضمان استمرارها بالشكل الذي يحمي ويحفظ حقوق المستثمرين من خلال القوانين الفاعلة.
وأشيد هنا بخطط الإصلاح التي انتهجها الملك عبد الله بن عبد العزيز في المملكة، وهي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في تاريخ المملكة على جميع الأصعدة، ويعود نفعها على المواطن، وحتى على المستثمر وقطاع الأعمال داخل المملكة وخارجها، ونتمنى المزيد منها.
كيف تنظر تركيا إلى السعودية من حيث الثقل الاقتصادي؟ وما نقاط القوة لدى الرياض؟
نرى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز أنشأ عددا من المدن الاقتصادية، وأشير هنا إلى وجود رغبة من الجانب التركي في إقامة أنشطة اقتصادية في بعضها، وهذه الرغبة قوبلت بالمحبة والترحيب من قبل خادم الحرمين الشريفين الذي حرص على وجود أعمال للشركات التركية داخل المملكة.
ونحن نلاحظ في تركيا مدى التغيير الكبير والتطور الذي حدث للسعودية في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، على جميع الأصعدة, وبالأخص في الجانب الاقتصادي، الذي أظهر من خلاله ـ الملك عبد الله ـ مدى حرصه على تحسين أوضاع المملكة وتفوقها بالشكل الذي يخدم مكانة بلاده، ونحن في تركيا نكن كل المحبة والتقدير للملك عبد الله بن عبد العزيز.
نريد التعرف على الوضع الاقتصادي لدى تركيا بالنظر إلى النمو المتلاحق الذي شهده في السنوات الأخيرة؟
في عام 2001 كان الوضع الاقتصادي لتركيا مترديا بشكل كبير، بحيث إن العملة التركية هبط مستواها بشكل أكبر في ظل ارتفاع قيمة الدولار، كما أن الشركات التركية تعرضت لأزمة عنيفة وتعثرت، ما تسبب في غضب المجتمع التركي، وبالتالي تسلم حزب العدالة والتنمية زمام الأمور في تلك الفترة في ظل الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد، فيما كان حجم الديون المترتبة على تركيا في الخارج يبلغ نحو 257 مليار دولار، إضافة إلى ديون داخلية تبلغ 100 مليار دولار.
وبعد تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم عمد إلى إنشاء علاقات قوية مع أوروبا، وبالتالي ارتفع حجم العلاقات والتعاملات التجارية التركية الأوروبية، وتراجع حجم الدين الخارجي في الوقت الحالي إلى 50 مليار دولار.
كما أشير إلى أن الحكومة عززت موقعها التجاري والعلاقات الاقتصادية مع الدول الخليجية، وهذا كله جاء بجهد من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي لم يأل جهدا في زيارة معظم الدول العالمية في سبيل توثيق علاقات بلاده السياسية والاقتصادية، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي الداخلي لبلاده.
وهذه الخطط التي انتهجتها الحكومة عملت على استقطاب رساميل خليجية كبيرة جداً، وكذلك من روسيا التي ضخت استثمارات قوية هنا، وفي المقابل كثفت الشركات التركية نشاطاتها التجارية في أوروبا.
وأذكر هنا أن رئيس الوزراء التركي عمد إلى تغيير عدد من القوانين في سبيل دفع حركة التنمية والاقتصاد في البلاد، بالنظر إلى أن الافتقار إلى وجود قوانين جديدة ومرنة سيفقد نجاح وتطور البلاد خصوصا من حيث الأعمال التجارية، ومن أجل هذا صعدت تركيا باقتصادها بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
وأصبح متوسط دخل الفرد 1500 دولار بعد أن كان يبلغ نحو 300 دولار، ونحن نحمد الله أننا لم نعان الأزمة الاقتصادية العالمية كباقي الدول العالمية مثل أمريكا والدول الأوروبية، كما أن البنوك التركية متماسكة وقوية حتى الآن ولم تتعرض لهزات عنيفة كما حدث في الدول الأخرى، وهذا ما أكده رئيس الوزراء والحكومة أكثر من مرة.
هل تتوقعون أن يستمر اقتصاد تركيا في النمو خلال الأعوام المقبلة؟
تركيا منذ سبعة أعوام وهي تبني وتخطط لكثير من الأعمال والتطوير, وهذا سيمتد أثره حتى على المستقبل، وإذا استمر الوضع السياسي على ما هو عليه من تقدم وثبات، فبالتأكيد أن تركيا ستسير إلى الأمام بكل ثقة مع جميع الدول الإسلامية وسنقيم علاقات سياسية واقتصادية وثيقة معها، وسنكون ـ إن شاء الله ـ من بين أهم الدول العالمية.
ما الذي تخطط له تركيا عام 2010؟
أود أن أشير هنا إلى أن الدول الأوروبية اختارت إسطنبول لتكون عاصمة أوروبا الاقتصادية عام 2010 وبالتالي ستعمد الحكومة إلى إحداث تغييرات كبيرة على وجه إسطنبول، وننتظر وصول أعداد كبيرة من الأوروبيين إلى هنا للتعرف على عاصمة أوروبا الجديدة، ورئيس الوزراء منح بلدية إسطنبول, إضافة إلى بلديات المدن الأخرى, مبالغ طائلة في سبيل تحسين الشكل الجمالي للمدينة من حيث مظهر المباني الخارجي، والساحات والحدائق العامة لتكون إسطنبول في 2010 من أجمل وأبرز المدن الأوروبية.
ما أهم المشاريع التي تعكف تركيا على إقامتها محلياً في الوقت الحالي؟
نعكف الآن على تنفيذ عدد من المشاريع الزراعية الجديدة والجبارة التي تنتج وتصدر الفواكه والقطن، وأشير هنا إلى أن عددا من الدول أبدت رغبتها في الدخول في مثل تلك المشاريع، إضافة إلى إسرائيل التي أعلنت نيتها الدخول في المشاريع الزراعية التركية، لكن الشركات التركية أكدت عدم رغبتها في التعاون مع إسرائيل في هذا المجال، بحكم الأعمال الوحشية التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
نعلم أن تركيا تتميز بمناطق سياحية مميزة كيف تقيّمون القطاع السياحي في تركيا؟
السياحة لدينا تتمتع بوضع قوي جداً، وهناك عدد كبير من الأماكن السياحية المميزة ومنها المطلة على البحر، كما أن لدينا عددا كبيرا أيضاً من الأماكن السياحية التاريخية المهمة في الجولات السياحية، في الوقت الذي يفضل عدد كبير من الأوروبيين مشاهدة تلك الأماكن في تركيا منذ وقت بعيد.
وبالنظر إلى العلاقات القوية التي تربط الحكومة التركية بحكومات دول الخليج فإن السياحة الخليجية في تركيا تعززت بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة، خصوصاً بعد أن شاهد عدد كبير منهم - الخليجيون- الأماكن السياحية المميزة هنا، وكثير منهم عاد إلى السياحة هنا بعد استمتاعه بالمناظر الخلابة.
حدثنا عن تعاون تركيا الاقتصادي مع أوروبا .. وهل سنرى تركيا خلال الأعوام المقبلة قوة اقتصادية كبرى؟
أود الإشارة هنا إلى أن تركيا وصلت إلى النقطة الأخيرة أو نقطة النهاية مع أوروبا، كما أن أوروبا لديها عديد من المشكلات والمعوقات، ونحن الآن نركز تفكيرنا بشكل أكبر مع الخليجيين، ونريد التعاون معهم بشكل أكبر في المرحلة المقبلة، وسنعمل على بناء قوتنا الاقتصادية بشكل أكبر.
نفهم من حديثكم أن هذا التوجه نحو الخليج والدول العربية والإسلامية جاء بعد خيبة أملكم في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ووصولكم إلى نقطة النهاية معهم؟
حتى لو دخلت تركيا في الاتحاد الأوروبي فإن توجهها نحو إقامة علاقات قوية مع الدول العربية, وبالأخص الدول الخليجية, سيظل قوياً، وتركيا تحاول دائماً إقامة علاقات قوية مع جميع الدول العالمية.
لكن ما نفهمه هو رغبة عدد من الدول الأوروبية في انضمام تركيا إليهم، وتركيا تأمل أن تكون مثل الدول الأوروبية، وكما نعلم أن جميع الدول الأوروبية تحمل الديانة المسيحية، وتركيا بالطبع دولة إسلامية وهذا يعد أحد عوامل الاختلاف المهمة.
وأشير إلى أن ألمانيا سبق أن قالت على لسان أحد مسؤوليها إنه في حال انضمام تركيا إلى أوروبا فسيدخل مليار قرد إلى أوروبا, ويقصد بها المسلمين، وبالتالي تركيا ليست محتاجة إلى أوروبا، ونحن نستطيع أن نبني أنفسنا ونعيش من دونهم، وسنريهم قدرتنا على البناء والتطور في جميع النواحي والمجالات, وسيتأكدون من ذلك.
ماذا عن تعاون تركيا مع إسرائيل في الجانب الاقتصادي, خصوصاً إذا ما علمنا أن تركيا ألغت المناورات العسكرية مع إسرائيل, ما يعني تأثر تلك العلاقات؟
بالنسبة إلى المناورات العسكرية فهذه من الأمور البسيطة التي تجري بين مختلف الدول في العالم، ونحن طلبنا إلغاءها.
وأود الإشارة إلى أن إسرائيل لديها أعمال تجارية في تركيا بمبالغ كبيرة، والشعب التركي يرفض أي تعاون مع الدولة الإسرائيلية، ومنذ وقت بعيد كانت هناك علاقات قوية معهم، أما الآن فإن الحكومة تلبي مطالب الشعب من حيث قطع العلاقات مع تل أبيب.
وهناك عدد كبير من الجيل الجديد من فئة الشباب لا يحب إسرائيل بسبب ممارساتها الوحشية مع المسلمين الفلسطينيين، واتضحت أعمالها في جميع الدول العالمية، في الوقت الذي كانت فيه تأمل في مساندة الدول وبالأخص أمريكا إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تقدم لها كل ما تأمله، وبالتالي الحكومة الإسرائيلية الجديدة لا ترغب حتى الآن في السلام وإقامة حل عادل للقضية الفلسطينية.
هل أثرت الاضطرابات التي تشهدها العراق وإيران في الوضع الاقتصادي التركي؟
نحن نرى الأحداث المأساوية التي تتعرض لها العراق، كما أن علاقات إيران بأمريكا والدول الأوروبية غير جيدة، وبالتالي نحن مستاءون من ذلك بحكم أن هذه دول إسلامية وجارة لنا ونتمنى استقرارها، ومع ذلك فإن تركيا لم تتأثر بشكل كبير من تلك الأحداث.
والعراق تعرض منذ الغزو الأمريكي لكوارث تتمثل في موت كثير من أفراد الشعب نتيجة الحرب هناك، أو الاعتداءات الإرهابية، ولا ننسى أن الشعب العراقي تعرض لظروف صعبة حتى قبل الغزو الأمريكي وبالتحديد في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
وبالنسبة إلى إيران فإني لا أتوقع أن تقوم حرب ضدها، وأنا أعلم مدى تشدد الحكومة الإيرانية, خصوصاً مع الدول الغربية، وما نتمناه ألا يكون هناك تشدد أكثر من اللازم حرصاً على سلامة المنطقة واستقرارها.
#2#
هل أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية في أداء الاقتصاد التركي؟
الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت فينا ولكن بشكل محدود، وعملنا خلال الفترة الماضية اجتماعات مع البنك الدولي في تركيا وأبدوا استعدادهم لتقديم معونات مادية لأنقرة، لكن الحكومة التركية طلبت معرفة الشروط الواجب تنفيذها قبل قبول تلك المعونات، مع العلم أن تركيا كانت في السابق تقبل المعونات أولاً ثم تبلغ بالشروط، أما الآن فقد تغير الوضع فأصبحنا نستكشف شروط البنك قبل التوقيع على أي موافقة.
وأؤكد لك أن تركيا في الوقت الحالي لا تريد أموالاً من البنك الدولي بالنظر إلى نموها الاقتصادي المطرد واعتمادها على قدرتها على بناء نفسها، وتحقيق الرفاهية للمواطن.
ما نصيحتكم للدول العربية والإسلامية لتقوية اقتصاداتها بحكم تميزكم في ذلك خلال الفترة الأخيرة؟
لا أرغب في تقديم نصيحة لكن باستطاعتي أن أوضح لك تصوري في هذا الشأن.. وأقول: على الدول الإسلامية أن تدرك ما عملته تركيا خلال الأعوام الماضية لبناء اقتصادها وأن تقتدي بها، كما يجب عليها أن يتحد بعضها مع بعض وتتعاون في المجالات كافة في سبيل خدمة أهدافها.